وَقَوْلهِ جلت عظمته : { فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً } الآية ، كانَ النبي صلى الله عليه وسلم يُسَمِّي هذه الآيَةَ الجِامِعَةَ الفَاذَّةَ ، ويروى أَنَّهُ " لَمَّا نَزَلَتْ هذه السُّورَةُ بَكَى أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَوَ أُسْأَلُ عَنْ مَثَاقِيلِ الذَّرِّ ؟ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : " يَا أبا بَكْرٍ ، مَا رَأَيْتَهُ في الدُّنْيَا مِمَّا تَكْرَهُ فَبِمَثاقِيلِ ذَرِّ الشَّرِّ ، وَيَدَّخِرُ لَكَ اللَّهُ مَثَاقِيلَ ذَرِّ الخَيْرِ إلَى الآخِرَةِ " ، قال الداودي : بَيْنَمَا عُمَرُ بن الخَطَّابِ بِطَرِيقِ مَكَّةَ ليلاً ، إذا رَكْبٌ مُقْبِلينَ مِنْ جِهَةٍ ، فَقَالَ لبعض مَنْ معه : سَلْهُمْ مِنْ أَيْنَ أقبلوا ؟ فقال له أحدهم : من الفَجِّ العميقِ ، نُرِيدُ البَلَدَ العَتِيقَ ، فَأُخْبِرَ عمَرُ بِذَلِكَ ، فَقَالَ : أَوَقَعُوا في هذا ؟ قُلْ لَهُمْ ، فَمَا أَعْظَمُ ، آيةٍ في كِتَابِ اللَّهِ ، وأَحْكَمُ آيةٍ في كِتَابِ اللَّهِ ، وَأَعْدَلُ آيةٍ في كِتَابِ اللَّهِ ، وأرجى آيةٍ في كِتَابِ اللَّهِ ، وَأَخْوَفُ آيةٍ في كِتَابِ اللَّهِ ؟ فَقَالَ لَهُ قَائِلُهُمْ : أَعْظَمُ آيةٍ في كِتَابِ اللَّهِ آيَةُ الكُرْسِيِّ ، وَأَحْكَمُ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ : { إِنَّ الله يَأْمُرُ بالعدل والإحسان } [ النحل : 90 ] وَأعْدَلُ آيةٍ في كِتَابِ اللَّهِ : { فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ } وأرجى آيَةٍ في كِتَابِ اللَّهِ : { إِنَّ الله لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يضاعفها وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً } [ النساء : 40 ] وَأَخْوفُ آيةٍ في كِتَابِ اللَّه : { مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ } [ النساء : 123 ] فأُخْبِرَ عمرَ بِذلكَ ، فَقَالَ لَهُمْ عمرُ : أَفِيكُم ابنُ أُمِّ عَبْدٍ ؟ فَقَالُوا : نَعَمْ ، وَهُوَ الَّذِي كَلَّمَكَ ، قال عُمَرُ : " كُنَيْفٌ مُليءَ عِلْماً " آثرْنَا بِهِ أهْلَ القَادِسِيَّةِ عَلَى أنْفُسِنَا . قال الداودي ، ومعْنَى أعظم آية يُرِيدُ في الثواب ، انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.