تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَقِيلَ يَـٰٓأَرۡضُ ٱبۡلَعِي مَآءَكِ وَيَٰسَمَآءُ أَقۡلِعِي وَغِيضَ ٱلۡمَآءُ وَقُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ وَٱسۡتَوَتۡ عَلَى ٱلۡجُودِيِّۖ وَقِيلَ بُعۡدٗا لِّلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (44)

{ وغيض الماء } أي : نقص . قال محمد : يقال : غاض الماء يغيض إذا غاب في الأرض .

وقرأ بعضهم ( غيض الماء ) بإشمام الضم في الغين{[485]} ، ومن قرأ بهذا أراد الأصل فعل ، ومن كسر فللياء التي بعد فاء الفعل{[486]} .

{ وقضي الأمر } فرغ منه ؛ يعني : هلاك قوم نوح . { واستوت على الجودي } جبل بالجزيرة .

قال قتادة : وبلغني أن السفينة لما أرادت أن تقف ، تطاولت لها الجبال كل جبل منها يحب أن تقف عليه ، وتواضع الجودى ، فجاءت حتى وقفت عليه ، وأبقاها الله عز وجل عبرة وآية حتى نظر إليها أوائل هذه الأمة ، وبلغني أنها استقلت بهم في عشر خلون من رجب ، وكانت في الماء خمسين ومائة يوما ، واستقرت بهم على الجودي شهرا ، وأهبطوا إلى الأرض في عشر خلون من المحرم .

قال قتادة : وذكر لنا أن نوحا عليه السلام بعث الغراب لينظر إلى الماء ؛ فوجد جيفة فوقع عليها ، فبعث إليه [ الحمامة ] فأتته بورق زيتون ، فأعطيت الطوق الذي في عنقها وخضاب رجليها .


[485]:هي قراءة الكسائي. انظر/النشر (2/208).
[486]:هي قراءة السبعة إلا الكسائي. انظر /النشر (2/208).