تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَمۡرُنَا وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ قُلۡنَا ٱحۡمِلۡ فِيهَا مِن كُلّٖ زَوۡجَيۡنِ ٱثۡنَيۡنِ وَأَهۡلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيۡهِ ٱلۡقَوۡلُ وَمَنۡ ءَامَنَۚ وَمَآ ءَامَنَ مَعَهُۥٓ إِلَّا قَلِيلٞ} (40)

{ حتى إذا جاء أمرنا } يعني : عذابنا { وفار التنور } ( التنور ) في تفسير الحسن : الباب الذي يجتمع فيه ماء السفينة ، ففار منه الماء والسفينة على الأرض ، فكان ذلك علامة لإهلاك القوم .

وقال بعضهم : التنور عين ماء كانت بالجزيرة ، يقال لها : التنور ، وبعضهم يقول : كان التنور في أقصى داره .

سعيد : عن قتادة قال : كان التنور أعلى الأرض .

{ قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين } أي : احمل زوجين اثنين من كل صنف ، الواحد : زوج ، والاثنان : زوجان ، فحمل فيها من جميع ما خلق الله -عز وجل- من البهائم والهوام والسباع ودواب البر والطير والشجر ، وشكوا إلى نوح في السفينة الزبل ؛ فأوحى الله -عز وجل- إلى نوح أن يمسح بيده على ذنب الفيل ، ففعل فخرج منه خنزيران ، فكانا يأكلان الزبل ، وشكوا إلى الله الفأرة فأوحى الله -عز وجل- إلى الأسد -ألقى في قلبه- فعطس الأسد فخرج من منخريه سنوران ، فكانا يأكلان الفأرة ، وشكوا إلى نوح عرامة الأسد ، فدعا عليه نوح فسلط الله عز وجل عليه الحمى .

قال الحسن : وكان طول السفينة فيما بلغنا ألف ذراع ومائتي ذراع ، وعرضها ستمائة ذراع .

يحيى : قال بعضهم : وكان رأسها مثل رأس الحمامة ، وذنبها كذنب الديك مطبقة تسير ما بين الماءين : ماء السماء ، وماء الأرض .

قال يحيى : وبلغني أنه كان في السفينة ثلاثة أبواب : باب للسباع والطير ، وباب للبهائم ، وباب للناس ، وفصل بين الرجال والنساء : بجسد آدم حمله نوح معه .

قوله عز وجل : { وأهلك إلا من سبق عليه القول } الغضب ؛ يعني : ابنه { ومن آمن } أي : واحمل من آمن ، قال الله -عز وجل- : { وما آمن معه إلا قليل } قال السدي : يعني : ثمانين نفسا ؛ أربعون رجلا ؛ وأربعون امرأة .

قال قتادة : لم ينج في السفينة إلا نوح وامرأته وثلاثة بنين له : سام وحام ويافث ، ونساؤهم ؛ فجميعهم ثمانية .