الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَقِيلَ يَـٰٓأَرۡضُ ٱبۡلَعِي مَآءَكِ وَيَٰسَمَآءُ أَقۡلِعِي وَغِيضَ ٱلۡمَآءُ وَقُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ وَٱسۡتَوَتۡ عَلَى ٱلۡجُودِيِّۖ وَقِيلَ بُعۡدٗا لِّلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (44)

وَقِيلَ } بعدما تناهى أمر الطوفان { يأَرْضُ ابْلَعِي } أي اشربي { مَآءَكِ وَيسَمَآءُ أَقْلِعِي } امسكي { وَغِيضَ الْمَآءُ } فذهب ونقص ومصدره الغيض والغيوض .

{ وَقُضِيَ الأَمْرُ } أي وفرغ من العذاب { وَاسْتَوَتْ } يعني السفينة استقرّت ورست وحلّت { عَلَى الْجُودِيِّ } وهو جبل بالجزيرة بقرب الموصل ، قال مجاهد : تشامخت الجبال وتطاولت لئلاّ ينالها الماء فعلا الماء فوقها خمسة عشر ذراعاً وتواضع الجودي وتطامن لأمر ربّه فلم يغرق ، فأرسيت السفينة عليه .

{ وَقِيلَ بُعْداً } هلاكاً { لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } الكافرين ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " في أوّل يوم من رجب وفي بعض الأخبار : لعشر مضت من رجب ركب نوح في السفينة فصام هو ومن معه وجرت بهم السفينة ستة أشهر ، ومرّت بالبيت فطاف به سبعاً وقد رفعه الله من الغرق ، وأرسيت السفينة على الجودي يوم عاشوراء ، فصام نوح وأمر جميع من معه من الوحوش والدواب فصاموا شكراً لله عزّ وجلّ " .