الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَقِيلَ يَـٰٓأَرۡضُ ٱبۡلَعِي مَآءَكِ وَيَٰسَمَآءُ أَقۡلِعِي وَغِيضَ ٱلۡمَآءُ وَقُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ وَٱسۡتَوَتۡ عَلَى ٱلۡجُودِيِّۖ وَقِيلَ بُعۡدٗا لِّلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (44)

قوله{[32471]} : { وقيل يا أرض ابلعي ماءك{[32472]} } إلى قوله { أكن من الخاسرين }[ 44-47 ] .

المعنى : يا أرض اشربي{[32473]} ما عليك من الماء .

{ ويا سماء اقعلي }[ 44 ] : لا تمطري . { وغيض الماء }[ 44 ] : أي : نَقُص{[32474]} جعل الله عز وجل ، في الأرض والسماء تمييزا ، وقيل : هو مجاز{[32475]} .

{ وقضي الأمر } : أي : بهلاكهم{[32476]} ، { واستوت على الجودي }[ 44 ] : أي : استقرت{[32477]} السفينة على الجودي ، وهو جبل بناحية الموصل ، أو{[32478]} الجزيرة{[32479]} . { وقيل بعدا } أي : وقال الله{[32480]} بعدا .

وقيل : المعنى : وقال نوح ومن معه { بعدا للقوم الظالمين }[ 44 ] : أي : أبعدهم الله من رحمته .

وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : ركب نوح السفينة في أول يوم من رجب ، فصام هو ومن معه ، وجرت السفينة{[32481]} ستة أشهر . فانتهى ذلك إلى المحرم ، فأرست على الجودي يوم عاشوراء{[32482]} ، فصام نوح وأمر{[32483]} جميع من معه من الوحش ، فصاموا شكرا لله عز وجل{[32484]} .

وروي أن السفينة مرت بالبيت ، فطافت به أسبوعا{[32485]} .

وفي{[32486]} الجودي{[32487]} لغتان . تشديد الياء ، وتخفيفها . فمن شدد{[32488]} جمعه على جوادي ، ومن خفف{[32489]} جمع على جواد ، مثل جوار{[32490]} .

( على الجودي ) : وقف عند أبي حاتم{[32491]} ، وليس كذلك ، لأن ( وقيل ) " عطف على واستوت{[32492]} .


[32471]:ط: وقوله.
[32472]:ط: ويا سماء أقلعي.
[32473]:ق: اشوي كل من.
[32474]:ق: انقص، وانظر هذا التوجيه في: تفسير مجاهد 387، وغريب القرآن 204، والجامع 9/28.
[32475]:انظر: إعراب النحاس 2/285-286.
[32476]:وهو قول مجاهد في: تفسيره 388، وانظر: غريب القرآن 204 وجامع البيان 15/334.
[32477]:ط: استوت.
[32478]:ساقط من ق.
[32479]:قال مجاهد في تفسيره 388: الجودي جبل في الجزيرة تشامخت الجبال منه يومئذ من الغرق، وقال الزجاج في معانيه 3/55: الجودي، جبل بناحية آمد – التي ينسب إليها الآمدي – وقيل: الجودي جبل بحصنين من أرض الموصل. وقال القرطبي في الجامع 9/29: إن الجودي اسم لكل جبل، وقيل: من جبال الجنة). وانظر: معجم البلدان: مادة: الجوادي.
[32480]:ط: مطموس.
[32481]:ساقط من ط.
[32482]:ق: عشراء.
[32483]:ق: وأمن.
[32484]:هذا الخبر أخرجه الطبري في: جامع البيان 15/335: عن عبد العزيز بن عبد الغفور، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال الشيخ شاكر معلقا عليه: هذا خبر هالك من نواحيه جميعا، ووقع فيه الخلط في اسم عبد الغفور جزاء ما خلط في أحاديثه ومناكيره. قلت: ومما يدل على أنه من الإسرائيليات، كونه يوائم بين وقت إرساء السفينة، ويوم صوم اليهود.
[32485]:هذا الخبر رواه الحاكم في المستدرك: 2/342-343، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وقال الحافظ الذهبي في ذيل المستدرك عن أحد رواته وهو النضر: النضر ضعفوه: وهو غير هالك.
[32486]:ط: مطموس.
[32487]:ساقط من ق.
[32488]:وهي قراءة الجمهور، انظر: المحرر 9/160.
[32489]:وهي قراءة الأعمش، وابن أبي عبلة، انظر: شواذ القرآن 65، والمحرر 9/160. ولم ينسبها في معاني الفراء 2/16.
[32490]:ط: جواري.
[32491]:انظر هذا الوقف كافيا في: القطع 389، والمكتفى 316.
[32492]:وهو أيضا اختيار النحاس، وابن الأنباري، انظر: القطع 389، والإيضاح 2/712.