تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{قُلۡ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ قُلِ ٱللَّهُۚ قُلۡ أَفَٱتَّخَذۡتُم مِّن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ لَا يَمۡلِكُونَ لِأَنفُسِهِمۡ نَفۡعٗا وَلَا ضَرّٗاۚ قُلۡ هَلۡ يَسۡتَوِي ٱلۡأَعۡمَىٰ وَٱلۡبَصِيرُ أَمۡ هَلۡ تَسۡتَوِي ٱلظُّلُمَٰتُ وَٱلنُّورُۗ أَمۡ جَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَآءَ خَلَقُواْ كَخَلۡقِهِۦ فَتَشَٰبَهَ ٱلۡخَلۡقُ عَلَيۡهِمۡۚ قُلِ ٱللَّهُ خَٰلِقُ كُلِّ شَيۡءٖ وَهُوَ ٱلۡوَٰحِدُ ٱلۡقَهَّـٰرُ} (16)

{ قل من رب السماوات والأرض قل الله } فإذا أقروا بذلك فقل : { أفتخذتم من دونه أولياء } يعني : أوثانهم { لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا } وهذا استفهام على معرفة ؛ أي : قد فعلتم .

{ قل هل يستوي الأعمى والبصير } وهذا مثل الكافر والمؤمن ؛ الكافر أعمى عن الهدى ، والمؤمن أبصر الإيمان { أم هل تستوي الظلمات والنور } على الاستفهام ؛ أي : أن ذلك لا يستوي .

{ أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم } تفسير الحسن : يقول : هل يدعون أن تلك الأوثان خلقت مع الله شيئا ؛ فلم يدروا أي الخالقين يعبدون ؛ هل رأوا ذلك ؟ وهل يستطيعون أن يحتجوا به على الله يوم القيامة ؟ أي : أنهم لا يدعون ذلك ، وأنهم يقرون أن الله خلق كل شيء ، فكيف عبدوا هذه الأوثان من دون الله ؟ ! ثم قال الله : { قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار } .