وقرأ الأخَوان وأبو بكر عن عاصم " يَسْتوي " بالياء من تحتُ ، والباقون بالتاء من فوق ، والوجهان واضحان باعتبار أنَّ الفاعلَ مجازيٌّ التأنيث ، فيجوز في فِعْله التذكيرُ والتأنيثُ ، كنظائرَ له مرَّتْ .
وقوله : " أَمْ هَلْ " هذه " أم " المنقطعةُ ، فتتقدَّر ب " بل " والهمزةِ عند الجمهور ، و ب " بل " وحدَها عند بعضهم ، وقد تقدَّم ذلك محرِّراً ، وقد يَتَقَوَّى بهذه الآيةِ مَنْ يرى تقديرَها ب " بل " فقط بوقوع " هَل " بعدها ، فلو قَدَّرْناها ب " بل " والهمزةِ لزم اجتماعُ حرفَيْ معنى ، فَتُقَدِّرها ب " بل " وحدها ولا تقويةَ له ، فإنَّ الهمزةَ قد جامَعَتْ " هل " في اللفظ كقول الشاعر :
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . *** أهلْ رَأَوْنا بوادِي القُفِّ ذي الأَكَمِ
فَأوْلَى أن يجامِعَها تقديراً . ولقائلٍ أن يقول : لا نُسَلِّمُ أنَّ " هل " هذه استفهاميةٌ بل بمعنى " قد " ، وإليه ذهب جماعةٌ ، وإن لم يجامِعْها همزةٌ كقولِه تعالى : { هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ } [ الإِنسان : 1 ] ، أي : قد أتى ، فهنا أَوْلى ، والسماعُ قد رَوَدَ بوقوع " هل " بعد " أم " وبعدمِه . فمِنَ الأوَّلِ هذه الآيةُ ، ومن الثاني وما بعدها مِنْ قولِه : " اَمْ جَعَلوا " ، وقد جمع الشاعرُ أيضاً بين الاستعمالين في قوله :
هل ما عَلِمْتَ وما استُودِعْتَ مكتومُ *** أم حَبْلُها إذ نَأَتْكَ اليومَ مَصْرومُ
أَمْ هَلْ كبيرٌ بكَى لم يَقْضِ عَبْرَتَه *** إثرَ الأحبَّةِ يومَ البَيْنَ مَشْكُومُ
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.