تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{قُلۡ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ قُلِ ٱللَّهُۚ قُلۡ أَفَٱتَّخَذۡتُم مِّن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ لَا يَمۡلِكُونَ لِأَنفُسِهِمۡ نَفۡعٗا وَلَا ضَرّٗاۚ قُلۡ هَلۡ يَسۡتَوِي ٱلۡأَعۡمَىٰ وَٱلۡبَصِيرُ أَمۡ هَلۡ تَسۡتَوِي ٱلظُّلُمَٰتُ وَٱلنُّورُۗ أَمۡ جَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَآءَ خَلَقُواْ كَخَلۡقِهِۦ فَتَشَٰبَهَ ٱلۡخَلۡقُ عَلَيۡهِمۡۚ قُلِ ٱللَّهُ خَٰلِقُ كُلِّ شَيۡءٖ وَهُوَ ٱلۡوَٰحِدُ ٱلۡقَهَّـٰرُ} (16)

{ قل } يا محمد لكفار مكة : { من رب السماوات والأرض قل الله } ، في قراءة أبي بن كعب ، وابن مسعود : قالوا الله ، { قل أفاتخذتم من دونه } الله { أولياء } تعبدونهم ، يعنى الأصنام ، { لا يملكون لأنفسهم } ، يعني الأصنام لا يقدرون لأنفسهم { نفعا ولا ضرا قل هو يستوي الأعمى } عن الهدى ، { والبصير } بالهدى ، يعنى الكافر والمؤمن ، { أم هل تستوي الظلمات } ، يعني الشرك ، { والنور } ، يعني الإيمان ، ولا يستوي من كان في ظلمة كمن كان في النور ، ثم قال يعنيهم : { أم جعلوا } ، يعني وصفوا { لله شركاء } من الآلهة ، { خلقوا كخلقه } ، يقول : خلقوا كما خلق الله ، { فتشابه الخلق عليهم } ، يقول : فتشابه ما خلقت الآلهة والأصنام وما خلق الله عليهم ، فإنهم لا يقدرون أن يخلقوا ، فكيف يعبدون ما لا يخلق شيئا ، ولا يملك ، ولا يفعل كفعل الله عز وجل ، { قل } لهم يا محمد : { الله خالق كل شيء وهو الواحد } ، لا شريك له ، { القهار } [ آية :16 ] والآلهة مقهورة وذليلة .