ثم قال تعالى : { قل من رب السموات والأرض } الآية [ 16 ] والمعنى : قل يا محمد لهؤلاء المشركين بالله : من رب السماوات والأرض ، ومدبرها ؟ قل : الله {[36092]} أتى الجواب {[36093]} والسؤال فيه من جهة واحدة . وذلك على تقدير أنهم {[36094]} لما قيل لهم : من رب السماوات والأرض ، ( ومدبرها ) {[36095]} . جهلوا الجواب فقالوا : ومن هو ؟ فقيل لهم الله : ومثله : { من يبدأ الخلق ثم يعيده قل الله } {[36096]} .
وهو كثير في القرآن : يأتي السؤال والجواب من جهة ( واحدة ، من جهة السائل . وإنما حق الجواب أن يكون من جهة ) {[36097]} السؤال ، لكن أتى الجواب ) {[36098]} من جهة السائل ( الجواب : على معنى أنهم جعلوا الجواب ، وطلبوه من جهة السائل ) {[36099]} : فأعلمهم به السائل ، فصار السؤال الجواب من جهة واحدة {[36100]} .
ثم أمر {[36101]} أن يقول لهم : { أفاتخذتم من دونه {[36102]} أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا }[ 16 ] يجتلبونه لها ، { ولا ضرا } يدفعونه {[36103]} عنها ، وهي {[36104]} إذا لم تملك ذلك لأنفسها ، تكون {[36105]} أضعف عن ملكه لغيرها ، فعبدتم من هذه صفته ، وتركتم ( عبادة ) {[36106]} من بيده النفع والضر ، والموت والحياة . ( ثم ) {[36107]} ضرب لهم مثلا ، فقال : قل لهم يا محمد { قل هل يستوي الأعمى والبصير } {[36108]} يريد به المؤمن والكافر {[36109]} .
{ أم {[36110]} هل تستوي الظلمات والنور }[ 16 ] : ( أي ) : الإيمان والكفر {[36111]} ، فالظلمة طرف الكفر ، والنور طرف الإيمان .
قال مجاهد : الظلمات والنور : ( الهدى والضلالة ) {[36112]} .
ثم قال تعالى : { ثم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه }[ 16 ] الآية المعنى : قل يا محمد لهؤلاء المشركين : أخلق أوثانكم خلقا كخلق الله ، فاشتبه عليكم أمرها فيما خلقت ، وخلق الله ( سبحانه ) {[36113]} ، فجعلتموها شركاء لله من أجل ذلك {[36114]} .
ثم قال ( تعالى ) {[36115]} : { قل الله خالق كل شيء }[ 18 ] : ( أي : قل لهم يا محمد : إذا أقروا أن أوثانهم لا تخلق : فالله { خالق كل شيء } ) {[36116]} ، فهو أحق بالعبادة ممن لا يخلق ، ولا يضر ، ولا ينفع {[36117]} .
{ وهو الواحد القهار }[ 16 ] : أي : ( الفرد الذي لا ثاني له ) {[36118]} ، { القهار } : أي : ( القهار ) {[36119]} {[36120]} بقدرته كل شيء ، ولا يقهره شيء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.