قوله تعالى : { مِنْ أَجْلِ ذلك }[ المائدة :32 ] .
هو إِشارة إلى ما تضمَّنته هذه القصَّة من أنواع المفاسِدِ الحاصلة بسبب القَتْل الحرامِ ، لا أنه إشارة إلى قصة قابيلَ وهابيلَ ، انتهى .
وقوله سبحانه : { مِنْ أَجْلِ ذلك كَتَبْنَا على بَنِي إسرائيل . . . } الآية ، جمهورُ النَّاس على أن قوله : { مِنْ أَجْلِ ذلك } : متعلِّق بقوله : { كَتَبْنَا } أي : من أجل هذه النازلة ، ومِنْ جَرَّاها كتبنا ، وقالَ قومٌ : بل هو متعلِّق بقوله : { مِنَ النادمين }[ المائدة :31 ] أي : ندم ، من أجل ما وقع ، والوقْفُ ، على هذا ، على { ذلك } ، و( الناس ) على أن الوَقْف { مِنَ النادمين } ، ويقال : فعلْتُ ذلك مِنْ أَجْلِكَ بفتح الهمزة ومِنْ إجْلِكَ بكسرها .
قوله سبحانه : { بِغَيْرِ نَفْسٍ }[ المائدة :32 ] أي : بغير أن تَقْتُلَ نفْسٌ نفْساً ، والفسادُ في الأرض : يجمع الزنا ، والارتداد ، والحِرَابة .
وقوله سبحانه : { فَكَأَنَّمَا قَتَلَ الناس جَمِيعاً } روي عن ابن عباس ، أنه قال : المعنى : مَنْ قتل نفساً واحدةً ، وانتهك حرمتها ، فهو مِثْلُ مَنْ قتل الناس جميعا ، ومَنْ ترك قتْلَ نفسٍ واحدةٍ ، وصان حرمتها ، مخافَتِي ، واستحياها ، فهو كَمَنْ أحيا الناسَ جميعاً ، قال الحسنُ ، وابْنُ زيدٍ : { وَمَنْ أحياها } أي : عفا عمَّن وَجَبَ له قتلُهُ بعد القدرة ، وقيل غير هذا .
ثم أخبر تعالى عن بني إسرائيل ، أنهم جاءتهم الرسُلُ بالبيِّنات في هذا ، وفي سِوَاه ، { ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ بَعْدَ ذلك } في كُلِّ عَصْر يسرفُونَ ، ويتجاوزون الحُدُود .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.