اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{مِنۡ أَجۡلِ ذَٰلِكَ كَتَبۡنَا عَلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ أَنَّهُۥ مَن قَتَلَ نَفۡسَۢا بِغَيۡرِ نَفۡسٍ أَوۡ فَسَادٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعٗا وَمَنۡ أَحۡيَاهَا فَكَأَنَّمَآ أَحۡيَا ٱلنَّاسَ جَمِيعٗاۚ وَلَقَدۡ جَآءَتۡهُمۡ رُسُلُنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرٗا مِّنۡهُم بَعۡدَ ذَٰلِكَ فِي ٱلۡأَرۡضِ لَمُسۡرِفُونَ} (32)

قوله : [ { مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ } ]{[11571]} فيه وجهان :

أظهرهما : أنه متعلِّق ب " كَتَبْنَا " وذلك إشارةٌ إلى القَتْل ، و " الأجْل " في الأصْل هو : الجناية ، يقال : " أجَل الأمْر يأجل [ إجْلاً ]{[11572]} وأجْلاً وإجْلاَء ، وأجْلاَء " بفتح الهمزة وكسْرِها إذا جَنَاهُ وحْدَه ، مثل : أخَذَ يَأخُذُ أخْذاً .

ومنه قول زُهَيْرٍ : [ الطويل ]

وَأهْلِ خِبَاءٍ صالحٍ ذَاتُ بَيْنهمْ *** قَدِ احْتَرَبُوا{[11573]} فِي عَاجِلٍ أنَا آجِلُهْ{[11574]}

أي : جَانِيه .

ومعنى قول النَّاس{[11575]} " فَعَلْتُه من أجْلِك ولأجلك " أي : بِسببك ، يعني : مِنْ أنْ جَنَيْتَ فِعْلَه وَأوْجَبْته ، وكذلك قولهم : " فَعَلْتُه مِنْ جَرَّائك " ، أصْلُهُ من أن جَرَرْتَهُ ، ثم صار يستعمل بمعنى السَّبَب .

ومنه الحديث " مِن جَرَّاي " أي : من أجْلِي .

و " من " لابتداء الغاية ، أي : نَشَأ الكَتْبُ ، وابتدى من جناية القَتْلِ .

ويجُوزُ حَذْفُ " مِنْ " واللاَّم وانتصاب " أجْل " على المَفْعُول له إذا استكمل الشُّروط له . قال : [ الرمل ]

أجْلَ أنَّ اللَّهَ قَدْ فَضَّلَكُمْ *** . . . {[11576]}

والثاني : أجَازَ بعض النَّاس أن يكون مُتعلِّقاً بقوله : " من النَّادمين " أي : ندم من أجْلِ ذلك ، أي : قَتْلِهِ أخاه قال أبو البقاء{[11577]} : ولا تتعلَّقُ ب " النَّادمين " ؛ لأنَّه لا يحسن الابتداء ب " كَتَبْنَا " هنا ، وهذا الردُّ غير وَاضِح ، وأين عَدَمُ الحُسْنِ [ بالابتداء ]{[11578]} بِذَلك ؛ ابتدأ الله - تعالى - إخْبَاراً بأنَّه كتب ذلك ، والإخْبَار مُتعلِّق بقصة ابْنَيْ آدم إلا أنَّ الظَّاهر خلافه كما تقدَّم .

[ والجمهور على فتح همزة " أجل " ، وقرأ أبو جعفر بكسرها ، وهي لغة كما تقدم ]{[11579]} ورُوي عنه حذفُ الهمزة ، وإلقاءُ حركتها وهي الكسرة على نون " مِنْ " ، كما يَنْقِل وَرْش فتحتها إليها ، والهاء في " أنَّه " ضمير الأمْر والشَّأن ، و " منْ " شرطيَّة مبتدأة ، وهِيَ وخَبَرُها في مَحَلِّ رفعٍ خبراً ل " أن " ، فإن قيل : قوله { مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ } أي : من أجْل ما مَرَّ من قصَّة قَابِيل وهَابِيل كَتَبْنَا على بَنِي إسْرَائيل القصاص وذلك مُشْكِلٌ ، لأنه لا مُنَاسَبَة بين واقِعَة قَابِيل وهَابِيل ، وبين وُجُوب القِصَاص على بَنِي إسْرائيل .

فالجواب من وجهين :

أحدهما : ما تقدَّم نَقْلُهُ عن الحسن ، والضَّحَّاك : أنَّ هذا القَتْل إنما وقع في بَنِي إسْرَائيل ، لا بَيْنَ ولديْ آدم لصُلْبِه{[11580]} .

الثاني : أن " مِنْ " في قوله { مِنْ أجْلِ ذَلِكَ } ليس إشارة إلى قصَّة قَابِيل وهَابِيل بَلْ هُو إشَارَةٌ إلى ما ذكر في القِصَّة من أنْوَاع المَفَاسِدِ الحاصلة بِسَبَب القتل المحرَّم ، كقوله { فأصْبَح من الخَاسِرين } ، و { أصْبَح من النَّادِمين } ، فقوله " أصبح من الخَاسِرِين " إشارةٌ إلى أنه حَصَل في قلبه أنْوَاع النَّدم والحسرة والحُزْن ، مع أنَّه لا دَافِع لذلك ألْبَتَّة .

فإن قيل : حُكْم القِصَاص ثَابتٌ في جميع الأمَم فما فَائِدَة تخْصِيصِه بِبني إسْرائيل ؟ .

فالجواب : أنَّ وجوب القِصَاص وإن كان عاماً في جميع الأمَمِ ، إلا أنَّ التَّشْديد المَذْكور في حقِّ بَنِي إسْرائيل غير ثَابتٍ في جميع الأدْيَان ؛ لأنَّه - تعالى - حكم هاهُنَا بأن قَتْل النفس جار مُجْرى قَتْل جَمِيع النَّاس ، فالمقصود منه : المُبَالَغَة [ في عقاب القتل العَمْد العدوان ، والمقصود من هذه المُبَالَغَة : أنَّ اليهُود مع عِلْمهم بهذه المُبَالغة العَظِيمة ]{[11581]} أقدَموا على قتل الأنبياء والرُّسل ، وذلك يدُلُّ على غاية قَسَاوَة قُلُوبهم ونِهَاية بُعْدهم عن طَاعَة الله ، ولما كان الغرض من ذكر هذه القصص ، تَسْلية الرَّسول في الواقعة التي ذكرْنا ، من أنَّهُم عزموا على الفتك{[11582]} برسُول اللَّه - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وبأكابر الصَّحابة ، [ فكان تَخْصِيص ]{[11583]} بَنِي إسرائيل في هذه القِصَّة بهذه المُبَالغَة مُنَاسِباً للكَلاَم .

فصل

استدلَّ القَائِلُون بالقياس بهذه الآية على أنَّ أحْكَام الله تعالى قد تكون مُعَلَّلة ؛ لأنَّه قال : { مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا } وهذا تَصْرِيح بأن كتبه تلك الأحْكَام معلَّلٌ بتلك المَعَانِي المُشَار إليها بقوله { مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ } .

وقالت المُعتزلةُ :

دَلَّت هذه الآيةُ على أنَّ أحْكَام اللَّه معلّلة بمصالح العِبَاد ، وإذا ثَبَتَ ذلك امْتَنَع كونه خَالِقاً للكُفْر والقَبَائح ، مُريداً وقوعها مِنْهم ؛ لأنَّ خلق القَبَائح وإرادتها يمنع من كونه تعالى مُرَاعياً للمصالح ، وذلك يُبْطِل التَّعْلِيل المَذْكُور في هذه الآية .

وأجاب القَائِلُون بأنَّ تعلِيلَ أحْكَام اللَّه مُحَالٌ بوجوه :

أحدها : أن العِلَّة إذا كانت قَدِيمة لزم قدم المَعْلُول ، وإن كانت مُحْدَثة وجب تَعْلِيلُها بعلَّة أخرى ولزم التَّسَلْسُل .

وثانيها : لو كان مُعَلَّلاً بِعِلَّة ، فوجود تلك [ العِلَّة ]{[11584]} وعدمها بالنِّسْبَة إلى اللَّه تعالى إن كان على السَّوِيَّة امتنع كونه عِلَّة ، وإن لم يَكُن فأحدهما به أوْلى ، وذلك يَقْتَضِي كونه مُسْتَفِيداً تلك الأوْلويَّة من ذلك الفِعْلِ [ فيكون ناقِصاً لذاته مُسْتَكْملاً بغيره وهو مُحَال .

وثالثها : ثبت توقف الفعل ]{[11585]} على الدَّوَاعي ، ويمتنع وقوع التَّسَلْسُل في الدَّواعي ، بل يجب انْتِهَاؤُها إلى الدَّاعية الأولَى التي حَدَثَت في العَبْد ، لا مِن العَبْد بل من الله تعالى ، وثبت أنَّ عند حُدُوث الدَّاعِية يجب الفعل . وعلى هذا التقدير : فالكُلّ من الله تعالى ، وهذا يَمْتَنِع من تَعْلِيل أفْعَال اللَّه وأحكامه برعاية المصالح ، وإذا ثبت امْتِنَاع تَعْليل أفعال اللَّه وأحكامه ثَبَتَ خلوّ ظاهر هذه الآية من المُتَشَابِهَات ، ويؤكِّده قوله تعالى : { قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً } [ المائدة : 17 ] ، وذلك نصٌّ صَرِيحٌ في أنَّه يحسن من اللَّه كُلُّ شيء ، ولا يَتَوَقَّف خلقه وحُكْمُه على رعاية المَصْلَحة ألبتة .

قوله تعالى " بِغَيْر نَفْسٍ " فيه وجهان :

أحدهما : أنه مُتَعَلِّقٌ بالقتل{[11586]} قَبْلها .

والثاني : أنَّه في مَحَلّ حالٍ من ضمير الفاعل في " قتل " ، أي : قَتلها ظالماً ، ذكره أبو البقاء{[11587]} .

وقوله تعالى " أوْ فسادٍ " الجمهور على جَرِّهِ عَطْفاً على " نَفْس " المجرور بإضافة [ " غَيْر " إليها ]{[11588]} ، وقرأ الحسن{[11589]} بنصبه ، وفيه وجهان :

أظهرهُمَا : أنَّه منصوبٌ على المَفْعُول بعامل مضمر يَلِيقُ بالمَحَلِّ ، أي : أو أتى أو عَمِل فَسَاداً .

والثاني : أنه مصدرٌ ، والتقدير : أو أفْسَد فَسَاداً بمعنى إفساد فهو اسْمُ مَصْدَر ، كقوله : [ الوافر ]

وَبَعْدَ عَطَائِكَ المائَةَ الرِّتَاعَا{[11590]} *** . . .

ذكره أبو البَقَاء{[11591]} .

و " في الأرض " متعلِّق بنفس " فَسَاد " ؛ لأنَّك تقول : " أفْسَد في الأرْض " إلاَّ في قراءة الحسن بنَصْبِه ، وخرَّجناه على النَّصْب على المَصْدرية ، كما ذكره أبُو البقاء ، فإنه لا يتعلَّق به ؛ لأنه مصدر مُؤكِّد ، وقد نَصُّوا على أنَّ المؤكد لا يعمل ، فيكُون " في الأرضِ " متعلِّقاً بمحذُوف على أنه صِفَة ل " فساداً " والفاءُ في " فَكَأنَّمَا " في الموضعين جواب الشَّرْط واجِبَة الدُّخول ، و " ما " كافة لحرف التَّشْبيه ، والأحْسَن أن تسمى هُنَا مهيِّئة لوقوع الفِعْل بَعْدَهَا ، و " جَمِيعاً " : إمَّا حال أو تَوْكِيدٌ .

فصل

قال الزَّجَّاج{[11592]} : التقدير : من قتل نَفَساً بغير نَفْس أو فَسَاد في الأرْض ، وإنَّما قال تعالى ذلك ؛ [ لأنَّ ]{[11593]} القَتْل يحل لأسْبَاب كالقصاص ، والكفر ، والزِّنا بعد الإحْصَان ، وقطع الطَّرِيق ونحوه ، فجمع تعالى هذه الوُجُوه كُلَّها في قوله تعالى { أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ } ثم قال : { فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً } .

فإن قيل : كيف يكُون قتل النَّفْس الوَاحِدة مساوِياً للكُلِّ ؟ فذكر المُفَسِّرُون{[11594]} له وُجُوهاً ، وهي مَبْنِيَّة على مُقَدِّمة ، وهي أنَّ تَشْبيه أحَد الشَّيْئَيْن بالآخَر ، لا يَقْتَضِي الحُكْم بمُشَابَهَتِهما من كلِّ الوُجُوه ، وإذا صحَّت المُقدِّمة ، فنقُول : الجواب من وجوه :

أحدها : [ المقصُود من تَشْبيه ]{[11595]} قَتْل النَّفْس الواحِدَة بقَتْل النُّفُوس : المُبَالغَة في تَعْظيم أمر القَتْل العَمْدِ العُدوان وتَفْخِيم شَأنه ، يعني : كما أنَّ قَتْل كلِّ الخَلْق أمر مستَعْظمٌ عند كلِّ أحَدِ ، فكَذَلِك يجب أن يكون قتل الإنْسَان الواحِد مستَعْظَماً منهياً ، فالمَقْصُود بيان مُشاركتهمَا في الاستِعْظَام ، لا بيان مُشاركتِهمَا في مقدار الاسْتِعْظام ، وكيف لا يكُون مُسْتعْظَماً وقد قال - تعالى - : { وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً } [ النساء : 93 ] .

وثانيها : أنَّ جميع النَّاس لو عَلِمُوا من إنْسَان واحد أنَّه يقصد قَتْلَهم بأجْمَعِهِم ، فلا شكَّ أنهم يَدْفَعُونه دفعاً لا يُمْكِن تَحْصِيل مَقْصُوده ، فكذلِكَ إذا عَلِموا{[11596]} منه أنَّه يقصد قَتْلَ إنْسَان واحد [ مُعيَّن يجب أن ]{[11597]} يَجِدُّوا في دَفْعِه ، ويَجْتَهِدوا كاجْتِهَادهم في الصُّورة الأولى .

وثالثها : أنه لمَّا أقدم على القَتْلِ العَمْدِ العُدْوان فقد رجَّح داعِية الشَّهْوة والغضب على دَاعِيَة الطَّاعة ، ومتى كان الأمر [ كَذَلِكَ ]{[11598]} كانَ التَّرْجِيح حَاصِلاً بالنِّسبة إلى كلِّ واحد ، فكان في قلبه أنَّ كلَّ أحد نازعه في شيءٍ من مَطَالبه ؛ فإنَّه لو قدر عليه لقتَلَهُ ، ونيَّة المؤمن في الخَيْرَات خَيْر من عَمَلِهِ ، فكذلك [ نِيَّة المؤمن في الشُّرور شرٌّ من عمله ، فيصير المَعْنَى : من يَقْتُل إنساناً قَتْلاً عمداً عُدْوَاناً فكأنَّمَا قَتَل جَمِيع النَّاس ]{[11599]} .

ورابعها : قال ابْنُ عبَّاس - رضي الله عنهما - في رواية عِكْرِمة " مَنْ قتل نَبيّاً أو إمامَ عَدْلٍ ، فكأنَّما قتل النَّاسَ جَمِيعاً ومن أحْيَاها : من سَلِمَ من قتلها ، فكان كمن سَلِمَ من قَتْلِ النَّاس جَمِيعاً " {[11600]} .

وخامسها : قال مُجَاهِد : من قتل نَفْساً محرَّمة يَصْلَى النَّار بقتلها ، كما يصلاها لو قتل النَّاس جميعاً ، ومَنْ أحْيَاها : من سلم من قتلها ، فكان كمن سلم من قتْلِ النَّاس جَمِيعاً{[11601]} .

وسادسها : قال قتادة : أعْظَم اللَّه أجرَهَا وعظَّم وزرَها{[11602]} ، معناه : من استَحَلَّ قتل مُسْلِم بغير حَقِّه ، فكأنَّما قتل النَّاس جميعاً في الإثْم لا يَسْلَمُون منه ، ومن أحْيَاها وتورَّع عن قَتْلِها ، فكأنَّما أحْيَا النَّاس جَمِيعاً في الثَّواب لسلامتِهم منه .

وسابعها : قال الحسن : فكأنَّما قتل النَّاس جَمِيعاً ، يعني : أنَّه يَجِبُ عليه من القِصَاص بِقَتْلِها ، مثل الذي يجب عليه لو قتل النَّاسَ جَمِيعاً ، ومن أحْيَاها ، أي : عَفَا عَمَّنْ وَجَبَ عليه القِصَاص له ، فَلَمْ يَقْتُلْه فكأنَّما أحيا النَّاس جَمِيعاً{[11603]} ، قال سُليمان بن عَلِي : قلت للحَسَن : يا أبَا سَعِيد : أهِيَ لَنَا كما كانت لِبَني إسْرائيل ؟ قال : والذي لا إله غيره ما كان دَمُ بَنِي إسرائيل أكرم على الله من دَمائِنا{[11604]} .

وإحْيَاء النَّفْس : هو تَخْلِيصُها من المُهْلِكَات كالحَرق ، والغَرَقِ ، والجُوعِ المُفْرط ، والبرد والحرِّ المُفْرطيْن .

ثم قال : { ولقدْ جاءَتْهُم رُسُلُنَا بِالبيِّنَاتِ ثُمَّ إنَّ كثيراً مِنهُمْ بعدَ ذَلِك } ، أي : بعد مَجِيء الرُّسل وبعدما كَتَبْنَا عليهم تَحْريم القَتْل ، " لمُسْرِفُون " الذي هو خَبَر " إن " ولا تَمْنَعُ من ذلك لام الابتداء فاصِلَة بين العامل ومعمُوله المتقدِّم عليه ؛ لأنَّ دخولها على الخَبَر على خِلاف الأصْل ؛ إذ الأصْل دُخولُها على المُبْتَدأ ، [ وإنَّما منع منه دخول " إنَّ " و " ذلِكَ " إشارة إلى مجيء الرُّسُل بالبيِّنات ]{[11605]} .


[11571]:سقط في أ.
[11572]:سقط في أ.
[11573]:في ب: على.
[11574]:ينظر: ديوانه (145)، تفسير القرطبي 6/145، الكشاف 1/626، الدر المصون 2/515.
[11575]:في أ: الثاني.
[11576]:صدر البيت لعدي بن زيد وعجزه: فوق من أحكي بصدي وإزار *** ... ينظر: تأويل المشكل(143)، الجمهرة 3/235، الدر المصون 2/515.
[11577]:ينظر: الإملاء 1/214.
[11578]:سقط في أ.
[11579]:سقط في أ.
[11580]:تقدم.
[11581]:سقط في أ.
[11582]:في أ: القتل.
[11583]:في أ: فتخصيص.
[11584]:سقط في أ.
[11585]:سقط في أ.
[11586]:في أ: بالفعل.
[11587]:ينظر: الإملاء 1/214.
[11588]:في أ: ضمير الهاء.
[11589]:ينظر: الشواذ 38، المحرر الوجيز 2/182، والدر المصون 2/515.
[11590]:تقدم.
[11591]:ينظر: الإملاء 1/214.
[11592]:ينظر: تفسير الرازي 11/167.
[11593]:سقط في أ.
[11594]:ينظر: تفسير الرازي 11/167.
[11595]:في أ: أن التشبيه من.
[11596]:في أ: عملوا.
[11597]:سقط في أ.
[11598]:سقط في أ.
[11599]:سقط في أ.
[11600]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (4/541) من طريق عكرمة عن ابن عباس. وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/490) وعزاه للطبري وحده، والبغوي في تفسيره 2/31.
[11601]:أخرجه الطبري في "تفسيره"(4/543) عن مجاهد وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/490) وزاد نسبته لعبد بن حميد وابن المنذر.
[11602]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (4/545) عن قتادة.
[11603]:أخرجه الطبري في "تفسيره"(4/545) عن الحسن بمعناه وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/491) عنه مختصرا وعزاه لعبد بن حميد وابن المنذر.
[11604]:أخرجه الطبري في "تفسيره"(9/545) عن الحسن وينظر: البغوي 2/32.
[11605]:سقط في أ.