قوله : ( مِنَ اَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ ) الآية [ 34 ] .
قرأ الحسن : ( اَوْ فَسَادٍ ) بالنصب ، على معنى : أو تحمل فساداً ، ويجوز أن يكون مصدراً على معنى : أو أفسد فساداً( {[15733]} ) .
و[ قراءة ]( {[15734]} ) الجماعة بالخفض على معنى : أو بغير فساد في الأرض( {[15735]} ) .
ومعنى الآية : من أجل هذا القتل كتبنا –أي : [ حكمنا( {[15736]} ) ]- على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً ظلماً –لم تَقْتُل نفساً- أو قتلها بغير فساد كان منها في الأرض ، وفسادُها : إخافة السبل( {[15737]} ) .
وقوله : ( فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنَ اَحْياهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً ) .
قال ابن عباس : معناه من قتل نبياً وإماماً عدلاً فكأنما قتل الناس جميعاً ، ومن أعان نبياً( {[15738]} ) أو إمامَ عدلٍ فنصره( {[15739]} ) من القتل ، فكأنما أحيا الناس جميعاً( {[15740]} ) . وقيل المعنى : من قتل نفساً بغير ذنب فكأنما قتل الناس جميعاً ، ومن أحياها –أي : ترك قتلها مخافة الله- فكأنما أحيا الناس جميعاً( {[15741]} ) .
وقيل المعنى : فكأنما قتل الناس عند المقتول ، ومن استنقذ( {[15742]} ) نفساً من هلكة فكأنما أحيا الناس جميعاً عند المستنقذ( {[15743]} ) .
وقيل : المعنى : أن صاحب القتل يَصْلى النار ، فهو بمنزلة من قتل الناس جميعاً ، ومَن سَلِم مِن قتلها فكأنما سلم من قتل الناس جميعاً( {[15744]} ) .
وقال مجاهد : معناه أنه يصير إلى جهنم بقتل نفس كما يصير إليها بقتل جميع الناس( {[15745]} ) . وقيل : المعنى ( أنّ )( {[15746]} ) من قتل نفساً ، يجب عليه من القصاص والقَوْد كما يجب على من قتل الناس جميعاً ، قال ذلك ابن زيد عن أبيه( {[15747]} ) .
وقيل : معنى ( مَنَ اَحْيَاهَا ) : مَن عفا عمن يجب عليه( {[15748]} ) القصاص( {[15749]} ) ، فهو مثل من عفا عن جميع الناس لو وجب ( له عليهم( {[15750]} ) قصاص )( {[15751]} ) .
قال ابن زيد أيضاً : ( مَنَ اَحْيَاهَا ) : من عفا عنها ، أعطاه الله من الأجر مثل لو عفا عن الناس جميعاً( {[15752]} ) . وعن مجاهد : من أحياها من غرق أو حرق أو هلكة( {[15753]} ) . قال الحسن : وأعظم إحيائها : إحياؤها( {[15754]} ) من كفرها وضلالتها( {[15755]} ) .
وقيل : المعنى يُعذَّب –كما يعذب قاتل الناس جميعاً( {[15756]} )- من قتل نفساً( {[15757]} ) ، ويُؤجَر( {[15758]} ) من أحيا نفساً –أي : استنقذها( {[15759]} )- كما يؤجر من أحيا الناس( {[15760]} ) جميعاً .
وقيل : المعنى هو : الجرأة على الله والإقدام على خلافه( {[15761]} ) كمن قتل الناس جميعاً ، تشبيهاً لا تحقيقاً ، لأن عامل السيئة لا يجزي إلا بمثلها( {[15762]} ) .
وقوله/ ( فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ ) هذا يُعْطَى من الأجر مثل( {[15763]} ) ما يعطى من أحيا الناس جميعاً ، لأن الحسنات تضاعف ولا تضاعَفُ السيئات( {[15764]} ) ، فهذه حقيقة والأول على التشبيه لا على الحقيقة .
قوله : ( وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا )( {[15765]} ) الآية ؛ أي : جاءت بني إسرائيلَ الرسلُ بالحجج الواضحة البيّنة ، ( ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الاَرْضِ لَمُسْرِفُونَ ) أي : بعد مجيء الرسل بالآيات البينات( {[15766]} ) ( لَمُسْرِفُونَ ) أي : " لعاملون بمعاصي الله " ( {[15767]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.