تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرۡسَىٰهَاۖ قُلۡ إِنَّمَا عِلۡمُهَا عِندَ رَبِّيۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقۡتِهَآ إِلَّا هُوَۚ ثَقُلَتۡ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ لَا تَأۡتِيكُمۡ إِلَّا بَغۡتَةٗۗ يَسۡـَٔلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنۡهَاۖ قُلۡ إِنَّمَا عِلۡمُهَا عِندَ ٱللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ} (187)

{ يسألونك عن الساعة أيان مرساها } متى قيامها ؟ قال محمد : وقيل : المعنى : متى يبعثها ؛ لأنها جارية إلى حد ، ويقال : رسا الشيء يرسو ؛ إذا ثبت .

{ لا يجليها } لا يظهرها { لوقتها } في وقتها { إلا هو ثقلت في السماوات والأرض } قال الحسن : يعني : على السماوات والأرض ، حتى تشققت لها السماوات ، وانتثرت النجوم ، وذهبت جبال الأرض وبحارها .

{ لا تأتيكم إلا بغتة } يحيى : عن عثمان ، عن نعيم بن عبد الله ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تقوم الساعة والرجلان قد نشرا ثوبهما يتبايعانه فما يطويانه ؛ حتى تقوم الساعة ، وتقوم الساعة والرجل قد رفع أكلته إلى فيه فما تصل حتى تقوم الساعة " {[380]} .

{ يسألونك كأنك حفي عنها } تفسير قتادة : قالت قريش : يا محمد ، أسر إلينا أمر الساعة ؛ لما بيننا وبينك من القرابة ، فقال الله : { يسألونك كأنك حفي عنها } هي في هذا التفسير مقدمة يسألونك عنها كأنك حفي .

قال محمد : وقيل : المعنى : كأنك معني بطلب علمها ؛ يقال : حفيت بالأمر أحفي به حفاوة ؛ إذا عنيت به .


[380]:أخرجه البخاري (11/360) ح (6506) ومسلم (4/2270) ح (2954).