قوله تعالى : { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الساعة } أي : قيام الساعة { أَيَّانَ مرساها } أي متى حينها وقيامها . ويقال : هذا الكلام على الاختصار . ومعناه : أي أوان قيامها .
ثم قال : { قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبّي } أي : علم قيام الساعة عند ربي وما لي بها من علم { لاَ يُجَلّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ } أي لا يكشفها لحينها إلا الله . ويقال : لا يقدر أحد على إظهارها إلا هو . يعني : إلا الله . ويقال : لا يعلم أحد قيامها إلا هو { ثَقُلَتْ فِي السماوات والأرض } أي ثقل علم قيام الساعة على أهل السموات وأهل الأرض . ويقال : { ثقلت } أي : خفي علمها ، وإذا خفي الشيء ثقل علمه . ويقال : معناه ثقل حمل ذكرها لفظاعة شأنها وأمرها .
ثم قال : { لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً } يعني : فجأة . ثم قال : { يَسْأَلُونَكَ كأنك حفي عنها } قال مقاتل : كأنك استحفيت عنها السؤال حتى علمتها . وقال القتبي : أي : كأنك حفي تطلب علمها . ومنه يقال : تحفى فلان بالقوم إذا بالغ في البر . ويقال : { كأنك حفي عنها } أي كأنك جاهل بها . ويقال : في الآية تقديم ومعناه : { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الساعة أَيَّانَ } يعني : كأنك عالم بها { قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ الله } وروى إبراهيم بن يوسف بإسناده أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله رجل فقال : متى الساعة ؟ فقال : « مَا المَسْؤُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ وَلَكِنْ أَشْرَاطُ السَّاعَةِ عَشْرَةٌ يَقْرَبُ فِيهَا المَاحِلُ وَيَطْرُفُ فِيها الفَاجِرُ وَيَعْجَزُ فِيها المُنْصِفُ وَتَكُونُ الصَّلاَةُ منّاً والزَّكَاةُ مَغْرَماً وَالأَمَانَةُ مَغْنَماً وَاسْتِطَالَةُ القُرَّاءِ فَعِنْدَ ذلك تَكُونُ أَمَارَةُ الصِّبْيانِ وَسُلْطَانُ النِّساءِ وَمَشُورَةُ الإِماءِ »
ثم قال : { قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ الله } يعني : علم قيامها عند الله { ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يَعْلَمُونَ } أنها كائنة ولا يصدقون بها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.