تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{لَا تَقُمۡ فِيهِ أَبَدٗاۚ لَّمَسۡجِدٌ أُسِّسَ عَلَى ٱلتَّقۡوَىٰ مِنۡ أَوَّلِ يَوۡمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِۚ فِيهِ رِجَالٞ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْۚ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُطَّهِّرِينَ} (108)

{ لا تقم فيه أبدا } يعني : ذلك المسجد . { لمسجد أسس على التقوى من أول يوم } يعني : مسجد قباء { أحق أن تقوم فيه } .

قال محمد : قوله { وإرصادا لمن حارب الله ورسوله } أي : انتظارا ؛ يقال : أرصدت له بالشر ، ورصدته بالمعافاة . وقد قيل : أرصدت له بالخير والشر جميعا .

{ فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين } يحيى : عن همام ، عن قتادة ، عن شهر بن حوشب قال : " لما نزلت : { فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا معشر الأنصار ، إن الله قد أحسن عليكم الثناء في الطهور ؛ فكيف طهوركم بالماء ؟ قالوا : نغسل أثر الخلاء بالماء " {[440]} من حديث يحيى بن محمد .

قال يحيى : وبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا المنافقين الذين بنوا ذلك المسجد ، فقال : ما حملكم على بناء هذا المسجد ؟ فحلفوا بالله إن أردنا إلا الحسنى ، { والله يشهد إنهم لكاذبون } .


[440]:أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (1/288) وانظر / الدر المنثور (3/301 – 302).