تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{قُلۡ أَنفِقُواْ طَوۡعًا أَوۡ كَرۡهٗا لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمۡ إِنَّكُمۡ كُنتُمۡ قَوۡمٗا فَٰسِقِينَ} (53)

{ قل أنفقوا طوعا أو كرها } يعني : مما يفرض عليكم من النفقة في الجهاد { لن يتقبل منكم } .

قال محمد : قوله : { قل أنفقوا } قال بعض النحويين فيه : هذا لفظ أمر ، ومعناه معنى الشرط والخبر{[421]} ؛ أي : يقول : إن أنفقتم طائعين أو مكرهين ، لن يتقبل منكم .

قال : ومثل هذا المعنى من الشعر قول كثير :

أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة *** لدينا ولا مقلية إن تقلت{[422]}

فلم يأمرها بالإساءة ، لكن أعلمها أنها إن أساءت أو أحسنت فهو على عهدها .


[421]:انظر / الدر المصون (3/473).
[422]:البيت لكثرة عزة. انظر / ديوانه (101).