بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قُلۡ أَنفِقُواْ طَوۡعًا أَوۡ كَرۡهٗا لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمۡ إِنَّكُمۡ كُنتُمۡ قَوۡمٗا فَٰسِقِينَ} (53)

ثم قال عز وجل : { قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعاً أَوْ كَرْهاً } ، يعني : قل للمنافقين : أنفقوا { طوعاً } من قبل أنفسكم ، { أو كرهاً } مخافة القتل . { لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ } النفقة . { إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْماً فاسقين } ، يعني : منافقين . فقوله : { أَنفَقُواْ } اللفظِ لفظ الأمر والمعنى معنى الخبر ، يعني : إن أنفقتم ، كما إنه يذكر لفظ الخبر والمراد به الأمر ؛ كقولك : غفر الله لك ، وقولك : رحم الله فلاناً ، يعني : اللهم اغفر له . وهاهنا اللفظ لفظ الأمر ومعناه الخبر والشرط يعني : إن أنفقتم طوعاً أو كرهاً ، لن يتقبل منكم . قرأ حمزة والكسائي { كَرْهاً } بضم الكاف . وقرأ الباقون { كَرْهاً } بالنصب .