قوله : { قل أنفقوا طوعا أو كرها لن يتقبل منكم } ، إلى قوله : { وهم كافرون } ، [ 53-55 ] .
والمعنى : { قل } يا محمد ، لهؤلاء المنافقين : أنفقوا أموالكم كيف شئتم ، طائعين أو كارهين ، فإنها لا تقبل منكم ، إذ أنتم في شك من/دينكم ، خارجون عن الإيمان بذلك{[28939]} .
وخرج قوله : { أنفقوا } ، مخرج الأمر ، ومعناه الخبر{[28940]} ، وإنما تفعل العرب ذلك في الموضع الذي يحسن فيه " إن " التي للجزاء [ و ]{[28941]} منه قوله تعالى : { استغفر لهم أولا تستغفر لهم }{[28942]} ، لفظه لفظ{[28943]} الأمر ، ومعناه الجزاء ، والجزاء خبر ، ومنه قول كثير{[28944]} :
أسيئ بنا أو حسني ، لا ملومة *** لدينا ، ولا مقلية إن تقلت{[28945]}
فالمعنى : إن تنفقوا طائعين أو كارهين فلن يقبل منكم{[28946]} .
وجاز أن يقع لفظ الأمر بمعنى الخبر ، كما جاز أن يقع لفظ الخبر بمعنى الطلب والأمر ، تقول : " غفر الله لزيد " معناه : الطلب والدعاء ، ولفظه لفظ الخبر ، والمعنى : " اللهم اغفر لزيد " {[28947]} .
وهذه الآية نزلت في الجد بن قيس ، لأنه لما عرض النبي عليه السلام [ عليه ]{[28948]} الخروج ، سأل المقام ، واعتذر بأنه لا يصبر إذا رأى النساء ، وأنه يفتتن ، ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم : هذا مالي أعينك به{[28949]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.