معاني القرآن للفراء - الفراء  
{قُلۡ أَنفِقُواْ طَوۡعًا أَوۡ كَرۡهٗا لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمۡ إِنَّكُمۡ كُنتُمۡ قَوۡمٗا فَٰسِقِينَ} (53)

وقوله : { أَنفِقُواْ طَوْعاً أَوْ كَرْها }

وهو أمر في اللفظ وليس بأمر في المعنى ؛ لأنه أخبرهم أنه لن يتقبّل منهم . وهو في الكلام بمنزلة إنْ في الجزاء ؛ كأنك قلت : إنْ أنفقت طوعا أو كرها فليس بمقبول منك . ومثله { استغفِر لهم أو لا تستغفِر لهم } ليس بأمر ، إنما هو على تأويل الجزاء . ومثله قول الشاعر :

أسِيئ بنا أو أحسنى لا ملومةٌ *** لدينا ولا مَقْلِيّةٌ إن تقلّتِ