تفسير الأعقم - الأعقم  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ تُوبُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ تَوۡبَةٗ نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمۡ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمۡ سَيِّـَٔاتِكُمۡ وَيُدۡخِلَكُمۡ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ يَوۡمَ لَا يُخۡزِي ٱللَّهُ ٱلنَّبِيَّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥۖ نُورُهُمۡ يَسۡعَىٰ بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَبِأَيۡمَٰنِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَتۡمِمۡ لَنَا نُورَنَا وَٱغۡفِرۡ لَنَآۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (8)

{ يأيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً } قيل : توبة تنصح لكم بالإِخلاص ، واختلف المفسرون بالنصح ، قيل : أن يتوب ولا يعود . وقيل : أن يكون نادماً على مضى ، وقيل : هو أربعة أشياء الاستغفار والاقلاع ، وإضمار ترك العود ، وقيل : قلة الكلام ، وقلة الطعام ، وقلة المنام ، وقيل : أن لا يعود إلى الذنب ولو جرى بالسيف وأحرق بالنار ، وعن علي ( عليه السلام ) أنه سمع أعرابياً يقول : اللهم إني استغفرك وأتوب إليك ، فقال : " يا هذا إن سرعة اللسان بالتوبة سرعة الكاذبين " { عسى ربكم } عسى من الله وأحب أن يغفر لكم و { يكفر عنكم سيئاتكم } ، وقيل : توبوا متعرضين إلى المغفرة { يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه } أي لا يفعل بهم ما فعل بأهل النار من الخزي فتبيض وجوههم وتحسن صلاتهم ولا يلحقهم خوف ولا حزن { نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم } قيل : هو نور يتلألأ بين أيديهم في القيامة وعلى الصراط ، وقيل : كتبهم { يقولون ربنا أتمم لنا نورنا } قيل : يقول المؤمنون حتى يطفئ نور المنافقين في القيامة ، وقيل : أتمم لنا نورنا ، أي وفقنا للطاعة ، التي هي سبب النور ، ومتى قيل : لم خصّ النور بأنه بين أيديهم وبأيمانهم ؟ قلنا : على يسارهم أهل النفاق وخلفهم الكفار ، وقيل : هو مسكوت عنه فيجوز أن يكون النور محيط بهم ، ومتى قيل : أليس يعلمون أن نورهم يتم فكيف يسألون والدار ليست بدار تكليف ؟ قلنا : هو على سبيل التلذذ لاستدامة النور وسؤال المغفرة يقع تلذذاً