تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ تُوبُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ تَوۡبَةٗ نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمۡ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمۡ سَيِّـَٔاتِكُمۡ وَيُدۡخِلَكُمۡ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ يَوۡمَ لَا يُخۡزِي ٱللَّهُ ٱلنَّبِيَّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥۖ نُورُهُمۡ يَسۡعَىٰ بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَبِأَيۡمَٰنِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَتۡمِمۡ لَنَا نُورَنَا وَٱغۡفِرۡ لَنَآۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (8)

{ يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا } يحيى : عن حماد ، عن سماك بن حرب ، عن النعمان بن بشير قال : " سألت عمر بن الخطاب عن التوبة النصوح . قال : هي أن يتوب العبد من الذنب ثم لا يعود فيه " {[1402]} .

{ عسى ربكم } وعسى من الله واجبة { أن يكفر عنكم سيئاتكم } قال محمد : من قرأ ( نصوحا ) بفتح النون فعلى صفة التوبة ، ومعناه : توبة بالغة في النصح ، ومن قرأ ( نصوحا ) بضم النون فمعناه : ينصحون فيها نُصُوحا ، يقال : نصحت له نصحا ونصوحا .

يحيى : عن الفرات ، عن عبد الكريم ، عن زياد بن الجراح ، عن [ عبد الله ] بن معقل قال : " كان أبي عند عبد الله بن مسعود فسمعته يقول لعبد الله : أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : الندم توبة ؟ قال : نعم " {[1403]} .

يحيى : عن سفيان الثوري ، عن عاصم الأحول ، عن الشعبي قال : " التائب من الذنب كمن لا ذنب له " {[1404]} .

قوله : { نورهم يسعى بين أيديهم } أي : يقودهم إلى الجنة { وبأيمانهم } كتبهم هي بشراهم بالجنة { يقولون ربنا أتمم لنا نورنا } قال مجاهد : يقولونه حين يطفأ نور المنافقين{[1405]} .


[1402]:أخرجه عبد الرزاق في تفسيره(2/303)- والحاكم في مستدركه (2/495)-وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. والبيهقي في شعب الإيمان (5/387)-ح(7034).
[1403]:أخرجه ابن ماجه(2/1420)-(ح(4252).والإمام أحمد في مسنده (1/376،422، 423، 433).والطيالسي في مسنده (ح/381). والحميدي(ح/105). والبزار (5/360).-ح(1926). والحاكم في المستدرك (4/243)، وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذه اللفظة.
[1404]:أخرجه أبو نعيم في الحلية (4/318).
[1405]:أخرجه الطبري في تفسيره (12/159)-ح(34457).