تفسير الأعقم - الأعقم  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكَۖ تَبۡتَغِي مَرۡضَاتَ أَزۡوَٰجِكَۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (1)

وقوله : { يأيها النبي لم تحرم ما أحلّ الله لك } اختلفوا في نزول الآية وفي المحرم ما هو فقيل : هو العسل ، فروت جماعة منهم عائشة " أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان إذا صلى الغداة يدخل على نسائه وكان إذا دخل على حفصة سقته العسل فغارت عائشة وأرسلت إلى النساء إذا دخل عليكن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقلن انا نجد ريح المعافير وهو شمع العرفط كريه الرائحة وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يكره الروائح الكريهة لمكان الملك ، فدخل عليهنّ وهنَّ يقلن ذلك حتى دخل على عائشة فقالت : إني أجد منك ريح المعافير أكلتها ، قال : " لا سقتني حفصة عسلاً وحرمه على نفسه " وقيل : الذي سقته العسل أم سلمة ، وقيل : زينب بنت جحش كان يشرب عندها العسل فتواطت عائشة على أن يقولا نجد منك ريح المعافير ، فلما قالتا ذلك حرم العسل على نفسه ، وقيل : التحريم في شراب كان يعجبه ، وقيل : " التحريم سارية القبطية أم ابراهيم وكان أهداها إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) المقوقس خلا في حجرة حفصة في يومها فعاتبته حفصة فحرمها على نفسه طلباً لمرضاة حفصة لأنها غارت عليها وقال لحفصة : " لا تخبري بذلك أحداً " فأخبرت عائشة وكانتا متظاهرين على سائر أزواج النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقيل : أن حفصة زارت عائشة ، وقيل : بل خرجت إلى أمها وخلا بينها فوجّه إلى ماريَّة ، فكانت معه في بيت حفصة ، وجاءت حفصة فأسر إليها التحريم فأخبرت بذلك عائشة " ، وقيل : طلق حفصة تطليقة فأمِرَ بالمراجعة ، وروي أن عمراً قال لها : لو كان في الخطاب خير ما طلقك رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وجاء جبريل فأمره بالمراجعة ، قال الحاكم : والأصح أن التحريم تحريم ماريّة والذي حمل ذلك عائشة وحفصة واختلفوا في التحريم قيل : حلف يمين الا يقربها ، وقيل : لم يحلف ولكن قال : هي حرام عليَّ فجعل فيه كفارة يمين