اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَسَجَدَ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ كُلُّهُمۡ أَجۡمَعُونَ} (30)

قوله " أجْمَعُونَ " تأكيد ثانٍ ، ولا يفيد الاجتماع في الوقت ؛ خلافاً لبعضهم .

وقال سيبويه : قوله : { كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ } " توكيدٌ بعد توكيدٍ " . وسئل المبرد عن هذه الآية فقال : لو قال : " فَسجَدَ الملائِكَةُ " احتمل أن يكون سجد بعضهم فلما قال : كُلُّهم زال هذا الاحتمال ، فظهر أنهم بأسرهم سجدوا ، ثم بعد هذا بقي احتمال{[19527]} وهو أنَّهم : هل سجدوا دفعة واحدة ؟ أو سجد كل واحدٍ في وقت ؟ . فلما قال : أجْمَعُون ظهر أن الكلَّ سجدوا دفعةً واحدةً . ولما حكى الزجاج هل القول ، عن المبرد ، قاتل : " وقول الخليل ، وسيبويه أجودُ ؛ لأن " أجْمَعِينَ " معرفةٌ ؛ فلا يكون حالاً " .

قال أبو البقاء : " لكان حالاً لا توكيداً " . يعنى أنَّه يفيد إفادة الحال مع أنه توكيدٌ ؛ وفيه نظر ؛ إذ لا منافاة بينهما بالنسبة إلى المعنى ، ألا ترى أنه يجوز : " جاءوني جَمِيعاً " مع إفادته ، وقد تقدم تحريرُ هذا [ البقرة : 38 ] ، وحكاية ثعلب مع ابن قادم .


[19527]:سقط من: ب.