اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{الٓرۚ تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡكِتَٰبِ وَقُرۡءَانٖ مُّبِينٖ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الحجر مكية بالإجماع .

وهي تسع وتسعون آية ، وستمائة وأربعة وخمسون كلمة ، وعدد حروفها : ألفان وتسعمائة حرف .

قوله تعالى : { الر تِلْكَ آيَاتُ الكتاب وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ } تقدَّم نظير { تِلْكَ آيَاتُ } أول الرعد ، والإشارة ب " تِلْكَ " إلى ما تضمنته السورة من الآيات ، ولم يذكر الزمخشريُّ غيره .

وقيل : إشارة إلى الكتاب السالف ، وتنكير القرآن للتفخيم ، والمعنى : تلك آياتُ ذلك الكتاب الكامل في كونه كتاباً ، وفي كونه قرآناً مفيداً للبيان .

والمراد ب " الكِتَابِ " وال " قُرآن المبينِ " : الكتاب الذي وعد به محمد -صلوات الله وسلام عليه- ، أي : مبين الحلال من الحرامِ ، والحقَّ من الباطل .

فإن قيل : لِمَ ذكر الكتاب ، ثم قال : " وقُرْءَانٍ " ، وكلاهما واحدٌ ؟ .

قيل : كلُّ واحدٍ يفيد فائدة أخرى ؛ فإنَّ الكتاب ما يكتبُ ، والقرآن ما يجمع بضعه إلى بعض .

وقيل : المراد ب " الكِتَابِ " التَّوراةُ والإنجيلُ ، فيكون اسم جنسٍ ، وبال " قرآن " : هذا الكتاب .