قوله تعالى : { وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ } الغِلُّ : الشَّحناءُ ، والعداوة والحقد الكامن في القلب ، مأخوذ من قولهم : أغلَّ في جوفه ، وتغلغل .
قوله : " إخْوَاناً " يجوز أن يكون حالاً من " هُمْ " في " صُدُورهِمْ " ، وجاز ذلك‘ لأنَّ المضاف جزءُ المضاف إليه .
وقال أبو البقاءِ{[19548]} : والعامل فيها معنى الإلصاق ، ويجوز أن يكون حالاً من فاعل " ادْخُلوهَا " على أنها حال مقدرة ، قاله أبو البقاء . ولا حاجة إليه بل هو حال مقارنة .
ويجوز أن يكون حالاً من الضمير في قوله : " جَنَّاتٍ " .
قوله " على سُررٍ " ، يجوز أن يتعلق بنفس " إخواناً " ، لأنه بمعنى متصافين ، أي : متصافين على سُررٍ ، قاله أبو البقاء ؛ وفيه نظر ؛ حيث تأويل جامدٍ بمشتقٍّ ، بعيد منه .
و " مُتَقابِلينَ " على هذا حالٌ من الضمير في " إخْواناً " ، ويجوز أن يتعلق بمحذوف{[19549]} ، على أنه صفة ل " إخْواناً " ، وعلى هذا ف " مُتقَابِلينَ " حالٌ من الضمير المستكنِّ في الجارِّ ، ويجوز أن يتعلق ب " مُتَقَابلينَ " ، أي : متقابلين على سررٍ ، وعلى هذا ف " مُتَقَابلينَ " من الضمير في " إخْواناً " أو صفة ل " إخْوَاناً " .
ويجوز نصبه على المدحِ ، يعني : أنه لا يمكن أن يكون نعتاً للضمير فلذلك قطعَ .
والسُّررُ : جمع سَريرٍ ، وهو معروفٌ ، ويجوز في " سُررٍ " ، ونحوه مما جمع على هذه الصيغةِ من مضاعف " فَعِيل " فتح العين ؛ تخفيفاً ؛ وهي لغة بني كلبٍ وتميم ، فيقولون : سُرَرٌ وجُدَدٌ ، وذلك في جمع سرير وجديد .
قال المفضل : لأنَّهم يستثقلون الضمتين المتواليتين في حرفين من جنس واحد .
قال بعض أهل المعاني : السَّريرُ : مجلسٌ رفيعٌ مهيَّأ للسُّرورِ ، وهو مأخوذ منه ؛ لأنه مجلس سرورٍ . متقابلينَ : يقابل بعضهم بعضاً ، ولا ينظر أحد منهم إلى قفا صاحبه ، والتَّقابلُ : التواجه ، وهو نقيضُ التَّدابر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.