اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{كَذَٰلِكَ نَقُصُّ عَلَيۡكَ مِنۡ أَنۢبَآءِ مَا قَدۡ سَبَقَۚ وَقَدۡ ءَاتَيۡنَٰكَ مِن لَّدُنَّا ذِكۡرٗا} (99)

قوله تعالى{[26632]} : { كَذَلِكَ نَقُصُّ } الكاف إما نعت لمصدر محذوف{[26633]} ، أو حال{[26634]} من ضمير ذلك المصدر المقدر ، والتقدير : كقصّنا هذا النبأ الغريب نقص ، و " مِن أنْبَاءِ " صفة لمحذوف{[26635]} هو مفعول " نَقُصُّ " أي : نقص نبأ من أنباء .

فصل

لمَّا ذكر قصة موسى{[26636]} - عليه السلام{[26637]} - مع فرعون ثم مع السامري قال : { كذلك نَقُصُّ عَلَيْكَ } من أخبار سائر الأمم وأحوالهم تكثيراً لشأنك{[26638]} وزيادةً في معجزاتك { وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْراً } يعني القرآن ( لقوله تعالى ){[26639]} : { وهذا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ }{[26640]} { وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ }{[26641]} { والقرآن ذِي الذكر }{[26642]} { يا أيها الذي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذكر }{[26643]} وفي تسمية القرآن بالذكر وجوه{[26644]} :

أحدها{[26645]} : أنه كتاب فيه ذكرُ ما يحتاج{[26646]} إليه الناس من أمور{[26647]} دينهم ودنياهم .

وثانيها{[26648]} : أنه يذكر أنواع آلاء الله ونعمائه ، وفيه التذكير والموعظة .

وثالثها{[26649]} : فيه الذكر والشرف لك ولقومك{[26650]} كما قال : { وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ }{[26651]} و سمى الله تعالى كل كتاب أنزله ذكراً{[26652]} فقال تعالى : { فاسألوا أَهْلَ الذكر }{[26653]}


[26632]:تعالى: سقط من ب.
[26633]:انظر مشكل إعراب القرآن 2/77. التبيان 2/904.
[26634]:في الأصل: أو حالا. وهو تحريف.
[26635]:في ب: صفة لنقص أو لمحذوف. وهو تحريف.
[26636]:من هنا نقله ابن عادل عن الفخر الرازي 22/113 – 114.
[26637]:في ب: عليه الصلاة والسلام.
[26638]:في الأصل: لبيناتك.
[26639]:ما بين القوسين سقط من ب.
[26640]:[الأنبياء: 50].
[26641]:من قوله تعالى: {وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون} [الزخرف: 44].
[26642]:[سورة ص: 1].
[26643]:[سورة الحجر: 6].
[26644]:في ب: وتسمية القرآن بالذكر فيه وجوه.
[26645]:في ب: الأول.
[26646]:في ب: ما يحتاجون.
[26647]:تمور: سقط من ب.
[26648]:في ب: الثاني.
[26649]:في ب: الثالث.
[26650]:في ب: فيه الشرف لك ولقومك والذكر لك ولقومك.
[26651]:[الزخرف: 44].
[26652]:في الأصل: ذكر. وهو تحريف.
[26653]:[النحل: 43] [الأنبياء: 7].