قوله : { قَالَ لاَ تَخَافَآ إِنَّنِي مَعَكُمَآ أَسْمَعُ وأرى } لا تخافا مما عرض في قلبكما{[24560]} من الإفراط والطغيان ، لأن ذلك هو المفهوم من الكلام ، لأنه -تعالى- لم يؤمنهما من الرد ، ولا من التكذيب بالآيات ومعارضة السحرة{[24561]} وقوله : { إِنَّنِي مَعَكُمَآ } أي : بالحراسة والحفظ وقوله :
{ أَسْمَعُ وأرى } قال ابن عباس : اسمع دعاءكما فأجيبه ، وأرى ما يراد بكما فأمنع لست بغافل عنكما فلا تهتما{[24562]} .
وقال القفال : ( قوله : { أسْمَعُ وَأرَى } يحتمل أن يكون مقابلاً لقوله { يَفْرُطَ عَلَيْنَآ أَوْ أَن يطغى } { يفرط علينا } بأن لا يسمع منّا { أَوْ أَن يطغى } بأن يقتلنا ، فقال الله تعالى : { إِنَّنِي مَعَكُمَآ أَسْمَعُ } كلامكما فأسخّره للاستماع منكما ، " وَأَرَى " أفعاله فلا أتركه حتى يفعل بكما ما تكرهانه{[24563]} واعلم أن مفعول ){[24564]} ( أسْمَعُ وَأَرَى ) محذوف{[24565]} ، فقيل : تقديره : أسمع أقوالكما وأرى أفعالكما .
وعن ابن عباس : أسمع جوابه لكما ( وَأَرَى مَا يُفْعَل بِكُمَا{[24566]} ){[24567]} .
أو{[24568]} يكون من حذف الاقتصار ، نحو " يحيي ويُميت " {[24569]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.