اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{قَالَ لَا تَخَافَآۖ إِنَّنِي مَعَكُمَآ أَسۡمَعُ وَأَرَىٰ} (46)

قوله : { قَالَ لاَ تَخَافَآ إِنَّنِي مَعَكُمَآ أَسْمَعُ وأرى } لا تخافا مما عرض في قلبكما{[24560]} من الإفراط والطغيان ، لأن ذلك هو المفهوم من الكلام ، لأنه -تعالى- لم يؤمنهما من الرد ، ولا من التكذيب بالآيات ومعارضة السحرة{[24561]} وقوله : { إِنَّنِي مَعَكُمَآ } أي : بالحراسة والحفظ وقوله :

{ أَسْمَعُ وأرى } قال ابن عباس : اسمع دعاءكما فأجيبه ، وأرى ما يراد بكما فأمنع لست بغافل عنكما فلا تهتما{[24562]} .

وقال القفال : ( قوله : { أسْمَعُ وَأرَى } يحتمل أن يكون مقابلاً لقوله { يَفْرُطَ عَلَيْنَآ أَوْ أَن يطغى } { يفرط علينا } بأن لا يسمع منّا { أَوْ أَن يطغى } بأن يقتلنا ، فقال الله تعالى : { إِنَّنِي مَعَكُمَآ أَسْمَعُ } كلامكما فأسخّره للاستماع منكما ، " وَأَرَى " أفعاله فلا أتركه حتى يفعل بكما ما تكرهانه{[24563]} واعلم أن مفعول ){[24564]} ( أسْمَعُ وَأَرَى ) محذوف{[24565]} ، فقيل : تقديره : أسمع أقوالكما وأرى أفعالكما .

وعن ابن عباس : أسمع جوابه لكما ( وَأَرَى مَا يُفْعَل بِكُمَا{[24566]} ){[24567]} .

أو{[24568]} يكون من حذف الاقتصار ، نحو " يحيي ويُميت " {[24569]} .


[24560]:في الأصل: قلوبكما.
[24561]:انظر الفخر الرازي 22/60.
[24562]:انظر البغوي 5/434.
[24563]:انظر الفخر الرازي 22/60.
[24564]:ما بين القوسين سقط من ب.
[24565]:في ب: هناك محذوف.
[24566]:البحر المحيط 6/246.
[24567]:ما بين القوسين سقط من الأصل.
[24568]:في ب: و.
[24569]:قوله: {يحيي ويميت} ورد في القرآن تسع مرات، بداية من الآية (258) من سورة البقرة انظر المعجم المفهرس لألفاظ القرآن (223). وحذف الاقتصار هو أن لا يكون في الكلام دليل على الحذف، انظر الهمع 1/152.