اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{إِنَّ هَٰذِهِۦٓ أُمَّتُكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَأَنَا۠ رَبُّكُمۡ فَٱعۡبُدُونِ} (92)

قوله تعالى : { إِنَّ هذه أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً }{[29538]} الآية . قرأ العامة على رفع «أُمَّتُكُمْ » خبراً ل «إنَّ » ، ونصب «أُمَّةً واحِدَةً » على الحال{[29539]} ، وقيل : على البدل من «هَذِهِ »{[29540]} فيكون قد فصل بالخبر بين البدل والمبدل فيه نحو : إنَّ زيداً قائمٌ أخاك . وقرأ الحسن «أمَّتَكُمْ » بالنصب{[29541]} على البدل من «هَذِهِ »{[29542]} ، أو عطف البيان{[29543]} . وقرأ أيضاً هو وابن أبي إسحاق والأشهب العقيلي{[29544]} وأبو حيوة وابن أبي عبلة وهارون عن أبي عمرو «أُمَّةٌ وَاحِدَةٌ » بالرفع على خبر «إنَّ »{[29545]} و «أُمَّتُكُمْ أُمَّةٌ وَاحِدَةٌ » برفع الثلاث{[29546]} على أن يكون «أُمَّتُكُمْ » خبر «إنَّ » كما تقدم{[29547]} و «أُمَّةٌ وَاحِدَةٌ » بدل منها بدل نكرة من معرفة ، أو يكون «أُمَّةٌ وَاحِدَةٌ » خبر مبتدأ محذوف{[29548]} ومعنى «أُمَّتُكُمْ » قال الزمخشري : الأمة الملة ، وأشار إلى ملة الإسلام{[29549]} . «أمَّةً وَاحِدَةً » أي : ديناً واحداً وهو الإسلام غير مختلف ، فأبطل ما سوى الإسلام من الأديان . وأصل الأمة الجماعة التي هي على مقصد واحد ، فجعلت الشريعة أمة لاجتماع أهلها على مقصد واحد . ثم قال : «وَأَنَا رَبُّكُمْ » أي : إلهكم{[29550]} فَاعْبدُونِ .


[29538]:"أمة واحدة" سقط من الأصل.
[29539]:انظر معاني القرآن وإعرابه للزجاج 3/404، التبيان 2/296، البحر المحيط 6/337، والإتحاف (312).
[29540]:انظر البحر المحيط 6/337.
[29541]:المختصر (93)، البحر المحيط 6/337.
[29542]:انظر الكشاف 3/20، التبيان 2/926، البحر المحيط 6/337.
[29543]:انظر التبيان 2/926.
[29544]:لم أقف على ترجمته فيما بين يدي من مراجع.
[29545]:قال ابن جني: (ولو قرئ أمتكم بالنصب بدلا وتوضيحا لـ "هذه" ورفع "أمة واحدة" لأنه خبر "إن" لكان وجها جميلا حسنا) المحتسب 2/65.
[29546]:المختصر (93) المحتسب 2/65، التبيان 2/926، البحر المحيط 6/337.
[29547]:كما تقدم توجيهه في قراءة العامة.
[29548]:انظر المحتسب 2/65، التبيان 2/926، البحر المحيط 6/337.
[29549]:الكشاف 3/20.
[29550]:أي إلهكم: سقط من ب.