اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَإِنِّي مُرۡسِلَةٌ إِلَيۡهِم بِهَدِيَّةٖ فَنَاظِرَةُۢ بِمَ يَرۡجِعُ ٱلۡمُرۡسَلُونَ} (35)

قوله : { وإني مرسلة إليهم بهدية } : ما بعث على وجه الإكرام ، وهي اسم للمهدى ، فيحتمل أن يكون اسماً صريحاً ، ويحتمل أن تكون - في الأصل - ( مصدراً أطلق على اسم المفعول ، وليست مصدراً قياسياً ، لأن الفعل منه : أهدى رباعياً ، فقياس ){[38922]} مصدره : إهداء .

فصل :

اعلم أنَّ بلقيس كانت امرأة لبيبة قد سيست وساست فقالت للملأ من قومها : { وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ } ، أي : لسليمان وقومه «بِهَديَّةٍ » أصانعه على ملكي وأختبره بها أَمَلِكٌ أَم نبيّ ، فإن يكن ملكاً قبل الهديّة وانصرف ، وإن يكن نبيّاً لم يقبل الهديّة ولم يرضه منا إلا أن نتبعه على دينه ، فذلك قوله : { فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ المرسلون }{[38923]} ، ( وهذا الكلام يدل على أنّها لم تثق بالقبول وجوّزت الرد ، وأرادت أن ينكشف لها غرض سليمان ){[38924]} .

قوله : «فَنَاظِرَةٌ » عطف على «مُرْسِلَة » ، و «بم » متعلق ب «يرجع »{[38925]} ، وقد وهم الحوفي فجعلها متعلقة ب «نَاظِرَةٌ »{[38926]} ، وهذا لا يستقيم ، لأن اسم الاستفهام له صدر الكلام و «بم يرجع » معلق لناظرة{[38927]} .


[38922]:ما بين القوسين سقط من ب.
[38923]:انظر البغوي 6/278.
[38924]:ما بين القوسين سقط من ب.
[38925]:انظر البحر المحيط 7/73-74.
[38926]:انظر البحر المحيط 7/74.
[38927]:انظر البحر المحيط 7/74.