{ إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الموتى } يعني الكفار ، وإنّما حسن جعله سبباً للأمر بالتوكل ، لأن الإنسان ما دام يطمع في أخذ شيء فإنه لا يقوى قلبه على إظهار مخالفته ، فإذا قطع طمعه عنه{[39457]} قوي قلبه على إظهار مخالفته ، فاللَّه تعالى قطع طمع محمد - عليه السلام{[39458]} - بأن بيَّن أنهم كالموتى وكالصم{[39459]} والعمي فلا يسمعون ولا يفهمون ولا يبصرون ولا يلتفتون إلى شيء من الدلائل ، وهذا سبب لقوة قلبه - عليه السلام{[39460]} - على إظهار الدين كما ينبغي{[39461]} .
قوله : { وَلاَ تُسْمِعُ الصم الدعاء } قرأ ابن كثير : «لاَ يَسْمَعُ » بالياء مفتوحة ، وفتح الميم «الصُّمُّ » رفع وكذلك في سورة الروم{[39462]} ، وقرأ الباقون بالتاء وضمها وكسر الميم «الصُّمَّ » نصب{[39463]} { إِذَا وَلَّوْاْ مُدْبِرِينَ } : معرضين . فإن قيل : ما معنى قوله : «وَلَّوْاْ مُدْبِرِينَ » وإذا كانوا صمّاً لا يسمعون{[39464]} سواء ولوا أو لم يولوا ؟ قيل ذكره تأكيداً ومبالغة ، وقيل : الأصم إذا كان حاضراً قد يسمع برفع الصوت ويفهم بالإشارة ، فإذا ولّى مُدبراً لم يسمع ولم يفهم{[39465]} .
قال قتادة : الأصم إذا ولّى مُدبراً ثم ناديته لم يسمع ، كذلك الكافر لا يسمع ما يدعى إليه من الإيمان{[39466]} . والمعنى : إنهم لفرط إعراضهم عما يدعون{[39467]} إليه كالميّت الذي لا سبيل إلى إسماعه والأصم الذي لا يسمع{[39468]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.