قوله : { وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصور } هذه العلامة الثانية لقيام القيامة ، والصور : قرن ينفخ فيه إسرافيل ، فإذا سمع الناس ذلك الصوت يصيحون ثم يموتون ، وهذا قول الأكثرين{[39551]} . وقال الحسن : الصور هو الصوَر{[39552]} ، وأول بعضهم كلامه أن الأرواح تجتمع في القرن ثم ينفخ فيه فتذهب الأرواح إلى الأجساد ، فتحيا الأجساد{[39553]} . قوله{[39554]} : { فَفَزِعَ مَن فِي السماوات وَمَن فِي الأرض } قال : «فَفَزَعَ » بلفظ الماضي ولم يقل{[39555]} فيفزع لتحققه وثبوته وأنه كائن لا محالة ، لأن الفعل الماضي يدل على وجود الفعل ، كقوله : { أتى أَمْرُ الله }{[39556]} [ النحل : 1 ] . والمعنى : يلقى عليهم الفزع إلى أن يموتوا ، قيل : ينفخ إسرافيل في الصور ثلاث نفخات : نفخة الفزع ، ونفخة الصعق ، ونفخة القيام لرب العالمين{[39557]} .
قوله : { إِلاَّ مَن شَاءَ الله } فالمراد إلا من ثبّت الله قلبه من الملائكة ، قالوا : وهم جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت{[39558]} ، وجاء في الحديث : أنهم الشهداء متقلدون أسيافهم حول العرش{[39559]} ، قال سعيد بن جبير وعطاء عن ابن عباس هم الشهداء ، لأنهم{[39560]} أحياء عند ربهم{[39561]} . وعن الضحاك : هم رضوان والحور وخزنة النار وحملة العرش{[39562]} . و «كُلٌّ أَتَوْهُ » أي الذين أُحْيُوا بعد الموت . قوله : «أَتَوْهُ » قرأ حمزة وحفص : «أَتَوْهُ » فعلاً ماضياً ومفعوله الهاء ، والباقون : «آتوه » : اسم فاعل مضافاً للهاء{[39563]} ، وهذا حمل على معنى «كُلّ » وهي مضافة تقديراً ، أي : وكلهم . وقرأ قتادة : «أتَاهُ » ماضياً مسنداً لضمير «كلّ » على اللفظ ، ثم حمل على معناها ، فقرأ «دَاخِرِين »{[39564]} ، والحسن{[39565]} والأعرج «دَخِرِينَ » بغير ألف{[39566]} أي : صاغرين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.