قوله{[40619]} : { وَمَا{[40620]} أُوتِيتُم مِن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الحياة الدنيا } ، أي فهو متاع ، وقرئ فمتاعاً الحياة بنصب «مَتَاعاً »{[40621]} على المصدر ، أي : يتمتَّعون{[40622]} متاعاً ، «والحَيَاةَ » نصب على الظرف{[40623]} ، والمعنى : يتمتعون بها أيام حياتهم ثم هي إلى فناء وانقضاء{[40624]} { وَمَا عِندَ الله خَيْرٌ وأبقى } ، هذا{[40625]} جواب عن شبهتهم فإنهم إن قالوا تركنا{[40626]} الدِّين لئلا تفوتنا الدنيا ، فبيَّن تعالى أن ذلك خطأ عظيم ، لأن ما عند الله خيرٌ وأبقى ( أمَّا أنَّه خير ){[40627]} فلوجهين{[40628]} : الأول : أن المنافع هناك أعظم ، والثاني : أنها خالصة عن الشوائب ومنافع الدنيا مشوبة بالمضار ، بل المضار فيها أكثر ، وأما أنَّها{[40629]} أبقى ، فلأنها{[40630]} دائمة غير منقطعة ومتى قوبل المتناهي بغير المتناهي كان عدماً فظهر بذلك أن منافع الدنيا لا نسبة لها إلى منافع الآخرة ، فلا جرم نبه على ذلك فقال : «أَفَلاَ تَعْقِلُونَ » أن الباقي خيرٌ من الفاني يعني أن من لا يرجح الآخرة على منافع الدنيا كأنه يكون خارجاً عن حد العقل ، ورحم الله الشافعي حيث قال : من أوصى بثلث ماله لأعقل الناس صرف ذلك الثلث إلى المشتغلين بطاعة الله - تعالى - لأن أعقل الناس من أعطي القليل وأخذ الكثير وما هم إلا المشتغلين بالطاعة ، فكأنه رحمه الله إنما أخذه من هذه الآية{[40631]} . وقرأ أبو عمرو «أَفَلاَ يَعْقِلُونَ » بالياء من تحت التفاتاً ، والباقون بالخطاب{[40632]} جرياً{[40633]} على ما تقدم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.