اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{۞وَلَقَدۡ وَصَّلۡنَا لَهُمُ ٱلۡقَوۡلَ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ} (51)

قوله{[40522]} : { وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ القول } العامة على تشديد «وَصّلْنَا » إما من الوصل ضد القطع أي : تابعنا بعضه ببعض{[40523]} . قال الفراء : أنزلنا آيات القرآن يتبع بعضها بعضاً{[40524]} ، وأصله من وصل الحبل ، قال :

4012 - فَقُلْ لِبَنِي مَرْوَانَ ما بَالُ ذِمَّتِي *** بِحَبْلٍ ضَعيفٍ لاَ يَزَالُ يُوصَّلُ{[40525]}

وإمّا{[40526]} : جعلناه أوصالاً أي : أنواعاً من المعاني - قاله مجاهد{[40527]} - وقرأ الحسن بتخفيف الصاد{[40528]} وهو قريب مما تقدم ، قال ابن عباس ومقاتل : وَصَّلْنَا : بيَّنا لكفار مكة - بما في القرآن من أخبار الأمم الخالية - كيف عذبوا بتكذيبهم{[40529]} ، وقال ابن زيد : وصلنا لهم القول : خبر الدنيا بخبر الآخرة ، حتى كأنهم عاينوا الآخرة في الدنيا{[40530]} «لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ » ، ثم لما أقام الدلالة{[40531]} على النبوة أكد ذلك بقوله : { الذين آتَيْنَاهُمُ الكتاب }{[40532]} .


[40522]:في ب: قوله تعالى.
[40523]:انظر مجاز القرآن 2/108، تفسير غريب القرآن (333).
[40524]:معاني القرآن 2/307.
[40525]:البيت من بحر الطويل، قاله الأخطل، وهو في ديوانه (271) مجاز القرآن 2/108، القرطبي 13/295، البحر المحيط 7/125. والشاهد فيه قوله: (يوصَّل)، أي: أن العلاقة بيني وبينكم غير قوية.
[40526]:في ب: وإما من.
[40527]:انظر البحر المحيط 7/125.
[40528]:المختصر (113).
[40529]:انظر البغوي 6/349-350.
[40530]:انظر البغوي 6/350.
[40531]:في ب: الدلائل.
[40532]:انظر الفخر الرازي 24/262.