اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي عِزَّةٖ وَشِقَاقٖ} (2)

قوله : { بَلِ الذين كَفَرُواْ } إضراب انتقال من قصةٍ إلى أخرى . وقرأ الكسائي - في رواية سَوْرَةَ - وحماد بن الزِّبرقَان وأبو جعفر وَالجَحْدَريّ : في غَرَّة بالغين المعجمة والراء . وقد نقل أن حَمَّاداً الراوية قرأها كذلك تصحيفاً فلما رُدّت عليه قال : ما ظننت أن الكافرين في عِزّةٍ . وهو وَهَمٌ منه ، لأن العزة المشار إليها حمية الجاهلية . والتنكير في ( عزة وشقاق ) دلالة على شدّتهما وتفاقمهما .

فصل

قالت المعتزلة دل قوله : ( ذِي الذّكْر ) على أنه مُحْدَث ، ويؤيده قوله : { وإنه لذكر لك ولقومك } { وهذا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ } [ الأنبياء : 50 ] { إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ } [ يس : 69 ] ، والجواب : أنا نصرف دليلكم إلى ما نقرأه نحن به .

فصل

قال القُتَيْبيُّ : بل لتدارك كلام ونفي آخر ، ومجاز الآية أن الله أقسم بصاد والقرآن ذي الذكر أن الذين كفروا من أهل مكة في عزة وحَمِيَّة جاهلية وتَكَبُّر عن الحق وشِقَاق خلاف وعداوة لمحمد - صلى الله عليه وسلم - وقال مجاهد : في عزة وتغابن .