فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي عِزَّةٖ وَشِقَاقٖ} (2)

ولما كان الإقسام بالقرآن دالاً على صدقه ، وأنه حقّ ، وأنه ليس بمحل للريب قال سبحانه : { بَلِ الذين كَفَرُواْ في عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ } ، فأضرب عن ذلك ، وكأنه قال : لا ريب فيه قطعاً ، ولم يكن عدم قبول المشركين له لريب فيه . بل هم في عزّة عن قبول الحقّ ، أي تكبر ، وتجبر . وشقاق أي وامتناع عن قبول الحقّ ، والعزّة عند العرب : الغلبة والقهر ، يقال : من عزَّ بزَّ ، أي من غلب سلب ، ومنه { وَعَزَّنِي فِي الخطاب } [ ص : 23 ] أي : غلبني ، ومنه قول الشاعر :

يعزّ على الطريق بمنكبيه *** كما ابترك الخليع على القداح

والشقاق : مأخوذ من الشقّ ، وقد تقدّم بيانه .

/خ11