فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي عِزَّةٖ وَشِقَاقٖ} (2)

{ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ } فأضرب عن ذلك وكأنه قال لا ريب فيه قطعا ، ولم يكن عدم قبول المشركين له لريب فيه ، بل هم في عزة عن قبول الحق أي تكبر وتجبر وشقاق ، أي امتناع عن قبول الحق ، يعني ليس الحامل لهم عليه الدليل ، بل مجرد الحمية والخصام ، والتقليد ، والعزة عند العرب الغلبة والقهر ، يقال : من عزَّ بزَّ أي من غلب أخذ السلب ، ومنه { وعزني في الخطاب } ، أي غلبني ، والشقاق مأخوذ من الشق وهو الخلاف والعداوة ، وقد تقدم بيانه ، والتنكير فيهما للدلالة على شدتهما وتفاقمهما ، وقرئ في غرة أي في غفلة عما يجب عليهم من النظر ، وإتباع الحق ، والأول أولى ،