اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{أَجَعَلَ ٱلۡأٓلِهَةَ إِلَٰهٗا وَٰحِدًاۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيۡءٌ عُجَابٞ} (5)

وقوله : «أَجَعَلَ » أي أصَيَّرها إلَهاً واحداً في قوله وزعمه .

{ وَقَالَ الكافرون هذا سَاحِرٌ كَذَّابٌ أَجَعَلَ الآلهة إلها وَاحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجَابٌ } مبالغة في «عجب » كقولهم : رَجُلٌ طُوَال ، وأمْر سُرَاعٌ ، هما أبلغ من طَوِيل وسَرِيع ، وقرأ عليٌّ والسُّلَمي وعيسى وابن مِقْسم : عُجَّاب بتشديد الجيم . وهي أبلغ مما قبلها فهي مثل رجل كريم وكُرَّام بالتخفيف وكرام بالتشديد .

قال مقاتل : وعجاب- يعني بالتخفيف - لغة أَزْدِ شَنُوءَةَ ، وهذه القراءة أعني بالتشديد كقوله : { وَمَكَرُواْ مَكْراً كُبَّاراً } [ نوح : 22 ] . وهو أبلغ من كُبَارٍ وكُبَارٌ أبلغ من كَبِير ،