تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي عِزَّةٖ وَشِقَاقٖ} (2)

قوله تعالى : { بل الذين كفروا في عزة وشقاق } : ذكر أن أبا طالب كان مريضا ، فجاءه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده ، وعند رأسه مقعد رجل ، فقام أبو جهل ، فجلس فيه ، وعنده ملأ من قريش ، فشكوا النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي طالب ، فقال : يا ابن أخي ما تريد منهم ؟ قال : يا عم إني أريد منهم كلمة ، تدين لهم بها العرب ، ويؤدي إليهم بها العجم الجزية . قال : وما هي ؟ قال : لا إله إلا الله . فقال أبو جهل : أجعل الآلهة إلها واحدا ؟ " [ أحمد 1/227 ] . فتلك العزة التي ذكر : { بل الذين كفروا في عزة وشقاق } .

وقوله عز وجل : { في عزة وشقاق } قال بعضهم : منعة معاندين ممتنعين . وقال بعضهم : { في عزة } في حمية واعتزاز ، والحمية هي التي تحمل على الخلاف والمعصية ، والله أعلم .