قوله : { قِطَّنَا } أن نَصِيبَنَا وحَظَّنَا ، وأصله من قَطَّ الشيءَ أي قَطَعَهُ ، ومنه قَطّ القلم والمعنى قطعه مما وعدتنا به ولهذا يطلق على الصحيفة والصك قِطّ ، لأنهما قطعتان يقطعان ، ويقال للجائزة أيضاً قِطّ لأنها قطعة من العطية ، قال الأعشى :
وَلاَ الْمَلِكُ النُّعْمَان يَوْمَ لَقِيتُهُ*** بِغِبْطِتِهِ يُعْطِي القُطُوطَ وَيَأفِقُ
وأكثر استعماله في الكتاب ، قال أمية بن أبي الصّلت :
قَوْمٌ لَهُمْ سَاحَةُ أَرْضِ العِرَاقِ وَمَا*** يَجْبِى إَليْهِمْ بِهَا وَالقِطُّ وَالْقَلَم
ويجمع على قُطُوط كما تقدم ، وعلى قِطَطَةٍ نحو : قِرْد وقِرَدَةٍ وقُرُود ، وفي القلة على أَقِطَّةٍ وأَقْطَاطٍ ، كقِدْح وأَقْدِحَةٍ وأَقْدَاحٍ ، إلا أن أفْعِلَةً في فِعْلٍ شاذ .
قال سعيد بن جبير عن ابن عباس يعني كتابنا . والقِطّ : الصحيفة أحصت كل شيء ، قال الكلبي : لما نزل قوله في الحاقة : { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ } ، { وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ } [ الحاقة : 19-25 ] قالوا استهزاء : عجل لنا كتابنا في الدنيا قبل يوم الحساب ، وقال سعيد بن جبير : يعنون حظنا ونصيبنا من الجنة التي تقول . وقال الحسن وقتادة ومجاهد والسدي : يعني عقوبتنا ونصيبنا من العذاب قال عطاء : قاله النَّضْر بن الحَرث وهو قوله : { إِن كَانَ هذا هُوَ الحق مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السمآء } [ الأنفال : 32 ] وعن مجاهد قطنا : حسابنا يقال للكتاب قط .
قال أبو عبيدة والكسائي : القط الكتابة بالجوائز . واعلم أن القوم تعجبوا من أمور ثلاثة ، أولها : من أمر النبوات وإثباتها فقال : وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ ، فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ " .
وثانيها : تعجبهم من الإلهيات فقالوا : أَجَعَلَ الآلهةَ إلهاً وَاحِداً . وثالثها : تعجبهم من المعاد والحشر والنشر فقالوا : { رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الحساب } قالوا ذلك استهزاء فأمره الله تعالى بالصبر على سفاهتهم فقال : { اصبر على مَا يَقُولُونَ } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.