اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{بَشِيرٗا وَنَذِيرٗا فَأَعۡرَضَ أَكۡثَرُهُمۡ فَهُمۡ لَا يَسۡمَعُونَ} (4)

وثامنها وتاسعها : قوله «بشيراً نذيرا » يجوز أن يكونا نعتين{[48514]} لقرآناً ، وأن يكونا حالين ؛ إما من كتاب وإما من آياته{[48515]} ، وإما من الضمير المنوي في قرآناً{[48516]} . وقرأ زيد بن علي برفعهما{[48517]} على النعت لكتاب ، أو على خبر ابتداء مضمر ، أي هو بشير ونذير ، ومعناه بشيراً للمطيعين بالثواب ونذيراً للمجرمين بالعقاب .

قال ابن الخطيب : والحق أن القرآن بشارة ونِذَارة إلا أنه أطلق اسم الفاعل عليه للتنبيه على كونه كاملاً في هذه الصفة كما يقال : شعر شاعر وكلام قائل{[48518]} .

عاشرها : كونهم معرضين عنه لا يسمعونه ولا يتلفتون إليه ، فهذه الصفات العشرة التي وصف الله تعالى القرآن بها .

/خ4

قوله : { فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ } لا يصغُّون تكبراً . وهذه الآية تدل على أنه لا مُهْتَدِي إلا من هَدَاه الله ، ولا مُضِلَّ إلا من أضله الله .


[48514]:ذكر هذا الأخفش في المعاني 680 وأبو حيان في البحر 7/483.
[48515]:قال بذلك ابن الأنباري في البيان 2/336.
[48516]:السمين في الدر 4/717.
[48517]:من الشواذ غير المتواتر لم ينسبها الزمخشري في الكشاف 3/441 ونسبها أبو حيان في البحر 7/483 وانظر القرطبي 15/338 وشواذ القرآن 213.
[48518]:الرازي 27/95.