تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{بَشِيرٗا وَنَذِيرٗا فَأَعۡرَضَ أَكۡثَرُهُمۡ فَهُمۡ لَا يَسۡمَعُونَ} (4)

الآية 4 وقوله تعالى : { بَشِيرًا وَنَذِيرًا } البِشارة والنذارة ، هي ما تكون العاقبة من الخير والشر ، أو يقال : البشارة ، هي الدعاء إلى ما يوجب لهم من الحسنات والخيرات في العاقبة ، والنذارة ، هي الزجر عما يوجب لهم من السيئات والمكروهات في العاقبة . فصار معنى الآية أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل داعيا إلى الحسنات وزاجرا عن السيئات ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ } يحتمل إعراضهم عنه وجهين :

أحدهما : أي أعرضوا عن التفكّر فيه والتأمّل .

والثاني : أعرضوا عن اتباعه بعد ما تأمّلوا فيه ، وتفكّروا ، وتبيّنوا{[18394]} أنه حق وأنه من الله تعالى . لكنهم تركوا اتّباعه عنادا منهم ومكابرة حذرا من ذهاب الرئاسة ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { فهم لا يسمعون } أي لا يجيبون على كل ما ذكرناه .


[18394]:في الأصل وم: وأعرضوا.