اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{طَعَامُ ٱلۡأَثِيمِ} (44)

و«الأَثِيمُ » صفة مبالغة ويقال : الأَثُوم كالصَّبُورِ والشَّكُورِ{[3]} . و«الأثيم » أي ذِي الإثْمِ .

قال المفسرون : هو أبو جهل . قالت المعتزلة : هذه الآية تدل على حصول هذا الوعيد للأثيم ، وهو الذي صدر عنه الإثم ، فيكون حاصلاً للفسَّاقِ .

والجواب : أن اللفظ المفرد الذي دخل تحته حرف التعريف الأصلُ فيه أن ينصرف إلى المذكور السابق ، ولا يفيد العموم ، والمذكور السابق هنا هو الكفار فينصرف إليه .

فصل

مذهب أبي حنيفة ( رضي الله عنه ){[4]} أن قراءة القرآن بالمعنى جائز واحتج عليه بأنه نقل عن ابن مسعود ( رضي الله عنه ){[5]} أنه يقرئ رجلاً هذه الآية فكان يقول : طَعَامُ اليَثيمِ{[6]} فقال : طَعَامُ الفَاجِرِ . وهذا الدليل في غاية الضعف على ما بُيِّنَ في الفِقْه{[7]} .


[3]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/612، 613) عن ابن عباس وأبي عبد الرحمن السلمي والضحاك. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (/605) عن أبي عبد الرحمن السلمي وزاد نسبته إلى الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
[4]:أخرجه البخاري (4/301)، كتاب: فضل ليلة القدر، باب: التماس ليلة القدر في السبع الأواخر رقم (2015)، ومسلم (2/822)، كتاب: الصيام، باب: فضل ليلة القدر والحث على طلبها... رقم (205- 1165).
[5]:تقدم.
[6]:سقط من: ب.
[7]:تقدم.