قوله : { ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ } قرأ الكسائيُّ بفتح همزة إنك ، على معنى العلة ، أي لأَنَّك{[50435]} . وقيل تقديره ذق عذاب الجحيم أنك أنت العزيز{[50436]} ، والباقون بالكسر ، على الاستئناف المُفيد للعلة ، فتتحدُ القراءتان معنى ، وهذا الكلام على سبيل التهكم وهو أغيظ لِلْمُسْتَهْزَأ بِهِ{[50437]} .
ومثله قول جرير لشاعر يسمي نفسه زَهْرَة اليَمَنِ :
4430 أَلَمْ تَكُنْ فِي وُسُومٍ قَدْ وُسِمْتَ بِهَا *** مِنْ كُلِّ مَوْعِظَةٍ يَا زَهْرَةَ اليَمَنِ{[50438]}
4431 أَبْلِغْ كُلَيْباً وَأَبْلِغْ عَنْكَ شَاعِرَهَا *** أَنِّي الأَعَزُّ وَأَنِّي زَهْرَةُ اليَمَنِ{[50439]}
ومعنى الآية أنك بالضدِّ منه . روي أن أبا جهل قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : مَا بَيْنَ جبليْها أَعَزُّ ولا أكرمُ مِنِّي ، فَوَالله لا تَسْتَطيعُ أَنْتَ وَلاَ رَبُّكَ أَنْ تَفْعَلاَ بِي شَيْئاً . وروي أن خزنة جهنم تقولُ للكافر هذا الكلام إشْفَاقاً بهم وتوبيخاً{[50440]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.