قوله : { طَاعَةٌ } فيه وجهان :
أحدهما : أنه خبر «أَوْلَى » على ما تقدم .
الثاني : أنها صفة «لِسُورَة » أي فإذا أنزلت سُورَةٌ محكمة «طاعة » أي ذات طاعة أو مطاعة . ذكره مكي{[51417]} ، وأبو البَقَاءِ{[51418]} . وفيه بُعْد لكثرة الفواصل .
الثالث : أنها مبتدأ و«قَوْل » عطف عليها والخبر محذوف تقديره : أَمْثَلُ لَكُمْ مِنْ غَيْرِهِمَا{[51419]} . وقدّر مَكِّيٌّ منَّا{[51420]} طاعةٌ فقدّره مقدَّماً .
الرابع : أن يكون خبر مبتدأ محذوف ، أي أمْرُنَا طَاعَةٌ{[51421]} .
الخامس : أن لهم خبر مقدم وطاعة مبتدأ مؤخر{[51422]} . والوقف والابتداء يُعْرَفَانِ مما تقدم .
قال المفسرون : قوله : طاعة وقول معروف ابتداء محذوف الخبر ، تقديره طاعة وقول معروف أمثل ، أي لو أطاعوا وقالوا قولاً معروفاً كان أمثل وأحسن{[51423]} . وساغ الابتداء بالنكرة ، لأنها وُصِفَتْ بدليل قوله : { وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ } فإنه موصوف فكأنه تعالى قال : طاعة مخلصةً وقولٌ معروف خير{[51424]} . وقيل : يقول المنافقون قبل نزول السورة المحكمة طاعة رفع على الحكاية أي أمرنا طاعة ، أو منا طاعة وقول معروف : حسن{[51425]} .
وقيل : «متَّصل » . واللام في قوله : «لَهُمْ » بمعنى الباء أي فأولى بهم طاعة الله ورسوله وقول معروف بالإجابة ، أي لو أطاعوا الله كانت الطاعة والإجابة أولى بهم{[51426]} . وهذا معنى قول ابن عباس في رواية عَطَاءٍ .
قوله : { فَإِذَا عَزَمَ الأمر } في جوابها ثلاثة أوجه :
أحدهما : قوله : { فَلَوْ صَدَقُواْ } نحو : إذَا جَاءنِي طَعَامٌ فَلَوْ جِئْتَنِي{[51427]} أَطْعَمْتُكَ .
الثاني : أنه محذوف تقدره : فَاصْدُقْ ، كذا قدره أبو البقاء{[51428]} .
الثالث : أن تقديرنا{[51429]} ناقضوا{[51430]} . وقيل : تقديره كرهوا ذلك{[51431]} . وعَزَمَ الأمْر على سبيل الإسناد المجازي كَقوله :
4478 قَدْ جَدَّتِ الْحَرْبُ بِكُمْ فَجِدُّوا{[51432]} *** . . .
أو يكون على حذف مضاف أي عَزَمَ أَهْلُ الأمر{[51433]} . وقال المفسرون : معناه إذا جدَّ الأمر ولزم فرض القتال خالفوا وتخلفوا فلو صدقوا لله في إظهار الإيمان والطاعة لكان خيراً لهم{[51434]} . وقيل : جواب إذا محذوف تقديره فإذا عزم الأمر لكلُّوا أو كذبوا فيما وعدو ولو صدقوا لكان خيراً لهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.