قوله تعالى : { يا أيها الذين آمَنُواْ اتقوا الله } في أوامره ونواهيه ، وأداء فرائضه واجتناب معاصيه . { وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ } يعني يوم القيامة ، والعرب تكني عن المستقبل بالغد .
وقيل : ذكر الغد تنبيهاً على أن الساعة قريبة ؛ كقوله : [ الطويل ]
وإنَّ غَداً للنَّاظرينَ قريبُ{[56060]} *** . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وقال الحسن وقتادة : قرب الساعة حتى جعلت كغد ؛ لأن كل آت قريب ، والموت لا محالة آت{[56061]} . ومعنى «ما قدَّمتْ » أي : من خير أو شرّ .
ونكر النفس لاستقلال النفس التي تنظر فيما قدمت للآخرة ، كأنه قال : فلتنظر نفس واحدة في ذلك ، ونكر الغد ، لتعظيمه وإبهام أمره ، كأنه قيل : الغد لا يعرف كنهه لعظمه{[56062]} .
وقرأ العامة بسكون لام الأمر في قوله : «ولتنظر » ، وأبو حيوة ويحيى{[56063]} بن الحارث بكسرها على الأصل .
والحسن{[56064]} : بكسرها ونصب الفعل ، جعلها لام «كي » ، ويكون المعلل مقدّراً ، أي : ولتنظر نفس حذركم وأعمالكم .
قوله تعالى : { واتقوا الله } تأكيد ، وقيل : كرر لتغاير متعلق التقويين فمتعلق الأولى : أداء الفرائض لاقترانه بالعمل ، والثانية : ترك المعاصي لاقترانه بالتهديد والوعيد ، قال معناه الزمخشري{[56065]} .
ثم قال : { إِنَّ الله خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } ، قال سعيد بن جبير : { بِمَا تَعْمَلُونَ } أي : بما يكون منكم{[56066]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.