اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{سَلۡهُمۡ أَيُّهُم بِذَٰلِكَ زَعِيمٌ} (40)

قوله : { سَلْهُمْ أَيُّهُم بِذَلِكَ زَعِيمٌ } . أي : سل - يا محمد - هؤلاء المتقولين عليَّ : أيهم كفيل بما تقدم ذكره ، والزعيم : الكفيل والضمين{[57659]} ، قاله ابن عباس وقتادة ، لقوله تعالى : { وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ }[ يوسف : 72 ] .

وقال ابنُ كَيْسَان : الزعيم هنا : القائم بالحجة والدعوى .

وقال الحسن : الزعيم : الرسول{[57660]} .

قوله : «أَيُّهم » متعلق ب «سَلْهُمْ » و «بذلك » متعلق ب «زعيمٌ » ، أي : ضمين وكفيل وقد تقدم أن «سَألَ » تعلق لكونه سبباً في العلم ، وأصله أن يتعدى ب «عَنْ » ، أو الباء كقوله :{ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً }[ الفرقان : 59 ] ، وقوله : [ الطويل ]

4830 - فإنْ تَسْألُونِي بالنِّساءِ *** . . . {[57661]}

والجملة في موضع نصب بعد إسقاط الخافض كما تقدم تقريره .


[57659]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/196) عن ابن عباس وقتادة. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/397) عن قتادة وعزاه إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
[57660]:ذكره القرطبي في "تفسيره" (18/161).
[57661]:تقدم.