اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{أَمۡ لَكُمۡ أَيۡمَٰنٌ عَلَيۡنَا بَٰلِغَةٌ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ إِنَّ لَكُمۡ لَمَا تَحۡكُمُونَ} (39)

ثم إنه تعالى زاد في التوبيخ فقال : { أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ } ، أي : عهود ومواثيق { عَلَيْنَا بَالِغَةٌ } مؤكدة والبالغة المؤكدة بالله تعالى ، أي : أم لكم عهود على الله تعالى استوثقتم بها في أن يدخلكم الجنة .

قال ابن الخطيب{[57656]} : والمعنى : أم ضمنا لكم ، وأقسمنا لكم بأيمان مغلظة متناهية في التوكيد .

قوله : «بَالِغَةٌ » .

العامة على رفعها نعتاً ل «أيْمَانٌ » و { إلى يَوْمِ القيامة } متعلق بما تعلق به «لَكُمْ » زمن الاستقرار أي كائنة لكم إلى يوم ، أو «ببالغة » ، أي : تبلغ إلى ذلك اليوم ، وتنتهي إليه .

وقرأ زيد{[57657]} بن علي والحسن : بنصبها .

فقيل : على الحال من «أيْمَانٌ » لأنها تخصصت بالعمل ، أو بالوصف .

وقال القرطبيُّ{[57658]} : «على الحال من الضمير في " لَكُمْ " لأنه خبر عن " أيمانٌ " ففيه ضمير منه ، وإما من الضمير في " عليْنَا " إن قدرت " علينا " وصفاً للأيمان لا متعلقاً بنفس الأيمانِ ؛ لأن فيه ضميراً منه كما يكون إذا كان خبراً عنه .

وقيل : من الضمير في " علينا إن قدرت علينا " وصفاً للأيمان » .

وقوله : { إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ } . أي : لأنفسكم من الخير والكرامة .

قوله : { إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ } ، جواب القسم في قوله : «أيْمانٌ » لأنها بمعنى أقسام .


[57656]:الفخر الرازي 30/82.
[57657]:ينظر: الكشاف 4/593، والبحر المحيط 8/308، والدر المصون 6/357.
[57658]:الجامع لأحكام القرآن 18/161.