قوله : " فَكَذَّبُوهُ " : أي في ادِّعَاءِ النُّبوُّةِ والرِّسالةِ .
" فَأنْجَيْنَاهُ " من الطُّوفان ، وأنجْينا من كان معه [ وكانوا أرْبَعِينَ رجلاً ، وأربعين امرأة ]{[16393]} .
وقيل : عشرةٌ : بَنُوه : حَامٌ ، وسامٌ ، ويافث ، وسبعة ممن آمن معه من المؤمنين .
" فِي الفُلْكِ " أي : في السَّفِينَةِ ، وأغرقنا الكُفَّارَ والمكذِّبين ، وبين العِلَّة في ذلك فقال : { إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً عَمِينَ } .
قوله : " فِي الفُلْكِ " يجوزُ أن يتعلق ب " أنْجَيْنَاهُ " ، أي : أنجيناه في الفلك ، [ ويجوز أن تكون " فِي " حينئذٍ سببيَّةً أي : بسبب الفُلْكِ ]{[16394]} كقوله : " إنَّ امْرَأةً دخلت النَّارَ في هِرَّةٍ{[16395]} " ، ويجوزُ{[16396]} أن يتعلق في الفلك بما تعلَّق به الظَّرْفُ الواقع صلةً ، أي : الذين استقرُّوا في الفلك معه .
" وعَمِيْنَ " جمع عَمٍ ، وقد تقدَّم الكلامُ على هذه المادة{[16397]} .
وقيل : عمٍ هنا إذا كان أعْمَى البصيرة ، [ قال ابن عباس : عَمِيَتْ قلوبُهُم عن معرفة التَّوْحِيد ، والنَّبوة والمعَادِ{[16398]} قال أهل اللُّغَة ]{[16399]} : غير عارفٍ بأموره ، وأعْمَى أي في البَصَرِ .
وأعْلَمُ عِلْمَ اليَوْمِ والأمْسِ قَبْلَهُ *** ولَكِنَّنِي عَنْ عِلْمِ مَا فِي غَدٍ عَمٍ{[16400]}
قاله اللَّيْثُ وقيل : عم وأعْمَى بمعنىً ، كخَضِرٍ وأخْضَر .
وقال بعضهم : " عَم " فيه دلالةٌ على ثبوت الصِّفةِ واستقرارها [ كفَرِح ] وضيّق ، ولو أريد الحدوث لَقِيلَ : عامٍ كما يقال : فارحٌ وضَائِقٌ .
وقال الزَّمَخْشَرِيُّ{[16401]} : قرئ " قَوْماً عَامِينَ " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.