قوله : " أوَ عَجْبتُمْ " ألفُ استفهامٍ دخلت على واو العَطْفِ ، وقد تقدَّم الخلافُ في هذه الهَمْزَةِ السَّابقة على الواو ، وقدَّر الزمخشري على قاعدته معطوفاً عليه محذوفاً تقديره : أكذَّبْتُمْ وعجبتم " أنْ جَاءَكُمْ " أي : مِنْ جاءكم ، فلما حذف الحَرْفَ جرى الخلاف المشهورُ .
" مِنْ رَبِّكُمْ " صفةٌ ل " ذِكْر " .
" عَلَى رَجُلٍ " : قال ابْنُ قُتَيْبَةَ : [ قال الفرَّاءُ ]{[16389]} : يجوز أن تكون على حذف مضافٍ ، أي : على لِسَانِ رَجُل " .
وقيل : على بمعنى " مع " ، أي : مع رجل فلا حذف .
وقيل : لا حاجة إلى حَذْف ، ولا إلى تضمين حرف ؛ لأنَّ المعنى أُنزل إليكم ذِكْر على رَجُلٍ ، وهذا أوْلى ؛ لأنَّ التَّضْمِينَ في الأفعال أحسن منه في الحُرُوفِ لقوَّتِهَا وضعف الحُرُوفِ .
قال ابنُ عَبَّاسٍ : الذَّكْرُ الموعظة{[16390]} .
وقال الحَسَنُ : إنه الوَحْيُ الَّذي جَاءَهُمْ بِهِ{[16391]} .
وقيل : المراد بالذِّكْرِ المُعْجِز .
وقيل : بيان " عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ " أي تعرفون نسبه ، فهو منكم نسباً .
" ليُنْذِرْكُمْ " أي : لأجْلِ أن ينذركم عذابَ اللَّه .
" وَلِتَتَّقُوا " أي : لكي تَتَّقُوا .
" وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون " أي : لكي ترحموا .
قال الجُبُّائِيُّ ، والكَعْبِيُّ ، والقاضي{[16392]} : دلَّتْ هذه الآية على أنَّهُ تعالى أراد من بعثة الرُّسُل إلى الخلق التَّقْوَى ، والفوزَ بالرَّحْمَةِ ، وذلك يبطل قول من قال : إنَّهُ تعالى أراد من بعضهم الكُفْرَ والعِنَادَ ، وخلقهم لأجل العذاب والنارِ .
والجوابُ بأن نقول : إن لم يَتَوَقَّفِ الفعل على الدّاعي لزم رجحان الممكن لا لمرجح ، وإن توقَّف لزم الجَبْرُ ، ومتى لزم ذلك ، وجب القطعُ بأنَّهُ تعالى أراد الكُفْرَ ، وذلك يبطلُ مذهبكم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.