تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمۡ عِندَ ٱلۡبَيۡتِ إِلَّا مُكَآءٗ وَتَصۡدِيَةٗۚ فَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ} (35)

{ مُكاء } إدخال أصابعهم في أفواههم ، أو أن يشبك بين أصابعه ويُصفِّر في كفه بفمه ، والمكاء الصفير ، قال :

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . *** تمكو فريصته كشدق الأعلم

{ وتصدية } التصفيق ، أو الصد عن البيت الحرام ، أو تصدى بعضهم لبعض ليفعل مثل فعله ويُصفِّر له إن غفل عنه ، أو من صد يصد إذا ضج ، أو الصدى الذي يجيب الصائح فيرد عليه مثل قوله ، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا صلى في المسجد الحرام قام رجلان من بني عبد الدار عن يمينه يصفران صفير المكاء - وهو طائر - ورَجلان عن يساره يصفقان بأيديهما ليخلطوا على الرسول صلى الله عليه وسلم - القراءة والصلاة ، فنزلت ، وسماها صلاة لأنهم أقاموها مقام الدعاء والتسبيح ، أو كانوا يعملون كعمل الصلاة . { فذوقوا } فالقوا ، أو فجربوا عذاب السيف ببدر ، أو يقال لهم ذلك في عذاب الآخرة .